الرمد مرض يصيب العيون ويجعلها تبدو بأبشع الصور، وأتى هذا المثل تعبيرا عن أنك إن أردت أن تعين أو ترفع من مستوى الشخص أو الكيان الضعيف فاعلم انه لا فائدة ترجى من عملك، فالكحل في العين الرمداء والمريضة خسارة.
كم بذلت الكويت من وقتها وجهدها لإصلاح ورأب الصدع بين الأشقاء حـفاظا على وحدة البيت الخليجي وامتدادا لدورها التاريخي الذي يعجز عن فهمه المندفع والمـؤدلج قوميا وإثنــيا، ولم تسلم الكويت من بعض التافهين سياسيا وبعض وكلاء المتنازعين بذكرها بالسوء، وأنها لم تحدد موقفها ومع من تقف ولم كل هذا الحرص وغيرها من الأفكار الصغيرة، ما لا يفهمه هؤلاء أن الدولة الحرة يصعب عليها الانزواء تحت احدى الرايات وحمــل فكر لا يمثلها تاريخيا أو رجوليا، ومن هذا وغيره وصلت لقناعة شخصية بأنه لا فائدة ترجى من هذا العمل ولابد أن يعلم الكل أن أغلب البشر لا يتعلم إلا من خلال «التجربة والخطأ» ولن يجدي معهم النصح والوئام ولن يعوا أي درس إلا ببذل الخسائر، فلا حل إلا بالمواجهات غير المستترة عبر وسطاء بل بالجلوس الى طاولة مستديرة والتخاطب حضاريا للوصول إلى حل يرضي الجميع، وبعد ذلك يتضح للعالم كيف سيتعلم أبطال السياسة من أخطائهم ومما خسروا من تقديم العزة بالإثم على مصلحة من يخدمون الشعوب ويديرون حياتهم التي من المفروض أن يتقوا الله فيها، وليعلموا انهم سيحاسبون وحدهم عما عملوا لأنفسهم ولشعوبهم فإن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر، (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).
[email protected]