مهما اختلفت الشهادات والدرجات للكثيرين مازال التعلق بالقبيلة أو الجماعة أحد أهم مصادر القوة لديهم وذلك من وجهة نظر من يستطيع الاستفادة من هذا الكيان كمرجعية عرقية يتكسب منها لا لها، إلا أن الجديد في الأمر تسخير مقدرات وشباب هذه القبيلة للعمل ضمن منظومة حزبية أو طائفية دون علم أفرادها الذين لا يهمهم إلا ما يدار آنيا ولا يعني لهم الكثير من التحليل والأهداف وهم لا يعلمون أنهم لا يعدون بالنسبة للحزب أو متسلقي الحزب إلا كحطب لنار لا يستدفئ بها إلا من سخرهم لهدفه واستغلهم.
كيف تعرف أنك تستغل وتستغل قبيلتك أو جماعتك الأقربون لهدف من خارج الحدود؟
أولا: تجد من يحاول أن يسخرك ويسخر قبيلتك أو جماعتك ذا هدف واضح وتخطيط واسع يعجز الرجل الواحد من إدارته ويحرص كل الحرص على اندماجك في المنظومة بدافع الحمية والغيرة على أبناء عمومتك، ويحاول أن يزرع في نفسك المظلومية وأن لنا حقوقا سلبت ويركز دائما على أنك أفضل من غيرك عرقيا كأن الله اختارك واختار قبيلتك للأمور الجسام ونسي من غيركم، تجده بلا عمل واضح مع مال وفير غير معلوم المصادر، وله ارتباط بالكثير من الرجال الملوثين سياسيا ذوي الانتماءات الخارجية، وتجده يغلب مصلحتك ولو بالظلم على أي أحد أو أي شيء حتى تتبع ملته أو ملة من يتبع وإن لم تتبعها لن يرضى عنك أبدا، ومن الممكن أن تحارب على الصعيد الشخصي وتكثر لك الخصوم كلما أبيت أن تكون أحد المسننات الصغيرة في جهازه الكبير والممول بالوقود من حسابات لا يعلم مصادرها إلا الله.
كيفية التعامل معهم؟
تختلف طرق التعامل مع هؤلاء باختلافك أنت، فهو أذكى من أن يخسر المؤثرين وأصحاب الحضور القوي وأصحاب الديوانيات المهمة، ويقسم قبيلته أو جماعته الى ثلاثة أقسام، القسم الأول لا يستطيع إلا إرضاءهم وهو من ذكرتهم بالأعلى، وقسم يتعامل معه بحذر ودائما ما يستبعده ويحاربه ويؤسس له الخصوم بشتى الوسائل وهم المثقفون من أبناء القبيلة أو الجماعة فهو معهم مكشوف الظهر لا غطاء له، والقسم الأخير سهل التعامل والانقياد وهم مجاميع الناس التي يديرها الاعلام لا العقل فهؤلاء لن يفقهوا الأمر إلا بعد انتهاء الملعوب ولا خوف منهم أبدا فأقصى ما سيفعلونه الحديث في المجالس والديوانيات بين منبهت ومكابر وهؤلاء لا ضرر منهم على المنظمين أبدا، المهم في الأمر أن تختار أنت أين تكون وأن تعرف مع من تتعامل ولماذا؟ فالحكيم من يحتاط للأمر قبل حدوثه والذكي من يستطيع أن ينجو من الأمر أثناء حدوثه والغبي من يفهم الملعوب بعد خراب الديار، والأهم من ذلك وبكثير أبق نصب عينيك وطنك لا شيئا آخر فإن أفلست منه فلن ينفعك أي ادخار آخر.
[email protected]