الفخر شيمة الفرسان وهو خصلة من خصال اليعربيين، ولم يتميز العرب سابقا عن باقي الأمم إلا بطموحهم للفخر، فهو حصيلة لمجموعة من المآثر وهي من أضفى على عصب الحياة عندهم وهي التجارة أبهى الحلل وأندر أساليب التعامل مع الشعوب الأخرى، ولا شك أنها أخلاق الإسلام وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وما اجتمعت هذه الخصال أو بعضها في الرجل إلا وكان من المميزين، ومتى ما انعدم بعضها أو جلها من العربي أصبح بلا قيمة ولا وزن ولا دور له أيضا، فما الذي يميزه عن غيره فكل شعوب الأرض تملك تاريخا وحضارة، والاختلاف هنا بماهية التعاطي مع الآخر من خلال من اكتسبنا من حضارة ووفق إطارها العام.
كم أرى ذبول تلك الخصال في وجوه الكثير من الرجال بل أصبح الحرص على أضدادها أفضل من التمسك بها بكل أسف بوضع مادي لا يفرق بين غث أو سمين إلا بالكم، أما ما يؤلم فهو التحديث الجديد للسقوط وتعلق البعض ممن لا يعلم بماهية الفخر بـ«البهتان»، والبهتان لغويا هو ذكر أحد بعيب ليس فيه أبدا ومحاولة تثبيت هذا الافتراء، وشرعا من كبائر الذنوب عند المسلمين، أما عمليا فهي عمل من لا عمل له ولا يلجأ له الباهت إلا عند انقطاع الحيل وتعاظم المبهوت في عينه حسدا لا يخالجه أي شيمة أو كرامة، ويبدأ بسرد القصص والحكايات وترويج الرذائل من الأفكار حول من أراد أن ينزل من مقامه، وهكذا حتى تنتشر أورامه الفكرية في جسد عقول الناس دون علمها الى أن يتمكن من مراده وهو الإقلال من حجم المبهوت، وهذا والله من أرذل الخصال وأدناها للرجل.
وهاهو يمارس بكل قبح من أقرب الأقربين حسدا وغيرة على الكويت، فهو لا يستطيع أن يعي أنه أقل من أن يكون أحد الأنداد لهذه الدول لا تاريخيا ولا حضاريا ولا فكرا ولا شيمة ولا فخرا ولا أقل من ذلك، فما الحل لهدم هذه الدولة غير أن يمارس ما مارسه الأرذلون «البهتان» وهو من يمتلك الكثير من الآلات الإعلامية والمرتزقة وأنصاف السياسيين والكثير من المطبلين خوفا لا حبا.
فكر معي بصوت عال، كم مرة تعرضنا للبهتان؟ وممن؟ وما الدول التي بهتتنا؟ ولماذا؟
كيف استطاعت الكويت أن تتجاوز كل باهت وكل دولة حاولت ذلك، في اعتقادي الشخصي ان ما قشع عنا الكثير من «البهتان» هو عمل أهل هذه الأرض المباركة حكومة وشعبا في كل جانب للخير، فهي بلدة آمنة وشعبها مسالم لا يضمر الشر لأحد وخيرها على الكثير من البشر و(ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء)، وليس حيلة منا أبدا، وبمراجعتي للكثير من هؤلاء لم أجد منهم من سلم من كذبه دون تدخل منا أيضا بل رحمة من الله ولطف منه سبحانه وتعالى بهذا البلد لا حسن تدبير منا بل هو تقدير العزيز الحكيم، اللهم احفظنا بحفظك واكلأنا بعينك التي لا تنام.
[email protected]