قاد الفلاسفة المحليون لدولة فرنسا الثورة التي غيرت الكثير إبان الثورة الفرنسية فهم من استشعر الظلم ولم يعيشوا الظلم بكل التفاصيل، فمنهم المترفون ومنهم من لا يحتاج للثورة أصلا وفق ظروفهم المعيشية آنذاك إلا أنها طبيعة الإنسان «الحي» التي يتجاهلها الكثير ممن يديرون الأمور، فالمهم في الأمر هو عدم إيصال الناس للشعور بالظلم، وهناك فرق بين المظلوم الراضي والمتعايش مع الظلم وفرق بين من يشعر بالظلم عليه وعلى أبناء جلدته ووطنه، فالراضي هو من فرض عليه الظلم ولم يقاوم بل تعايش مع أي ظرف، المهم ألا ينقطع الماء والغذاء وهي أهم متطلبات الحياة من وجهة نظره، أما الحياة الحقيقة فهي الأكل والشرب الممزوج بالكرامة والحرية والشعور بالقيمة والمكانة بين البشر ولا أسمى من ذلك إلا أن ترى وطنك ومجتمعك في أبهى الحلل ودون ظلم.
في مسلسل الأحداث السياسية السابقة التي عصفت بنا وبدولتنا تنوع الطرح السياسي بكل مفهوم وتنادى الناس فيما بينهم وتنوعت مشارب آرائهم ومن يتبعون، والكثير من العامة كان شبه إمعة لا يفقه الفرق بين العرض والاعتراض بل يساق في الصفوف بتغريدة بسيطة أو رد فعل خائب لأحد السياسيين المجانين بحب النفس أو من تمرد على واقعه - وساق فيها حبتين - المهم أن الكثير منهم (توهق) بالاعتراض وهو من لم يفهم العرض القائم من السياسي المتبع، وبعد الكثير من القلق والمقلقين ظهر بعض أبطال الكرتون وأشباه المنظرين الذين انسحبوا من الساحة بصورة نهائية خوفا وطمعا، كل هؤلاء لا يهمهم في حقيقة الأمر إلا المصلحة الشخصية وأكبر دليل على ذلك عند المطالبة بتقسيم الدوائر (نبيها خمس) تم اعتماد وإدخال الكثير من المناهج غير الصالحة للتعاطي كويتيا والتي سارعت وزارة التربية بالترقيع فيها كشطب الكثير من صفحات كتبها وإلغائها لاحقا ولم يهتموا بذلك أبدا ولم يحاسب أي أحد على ذلك الإهدار بالفكر والكتب والأطفال، إن المهتم بالوطن يهتم بالنشء والمال العام والكثير الكثير من الأمور التي تتمحور حولها حياتنا هنا، وها هم بلا صوت حقيقي أو (حراك) أو مطالبات حقيقية بقضية البدون التي أكل وشرب ونام عليها الدهر دون حل جذري للقضية التي لا أبسط من حلها شيء، وهو بين الترحيل لبلد المتهم بوجود الأدلة أو إعطاء الحق لمن يستحق وانتهينا، لكن المشكلة تكمن في عدم الشعور بالظلم أبدا وبما أنه على غيرنا فلا ضرر من التعاطف قليلا والنسيان سريعا، لن يتقدم هذا البلد ما دام من يقود المجتمع سياسيا (شحيت فولتير) و(محيت جان جاك روسو) الذين يعتقدون واهمين أنهم ذوو فكر معارض وأنهم من سيقود الدفة السياسية إلى بر الأمان.
[email protected]