عندما كنا صغارا كنا نحب أن نتابع السيرك وكان يبهرنا كثيرا بما يقدم فيه من فقرات مذهلة لنا، مع وجود الكثير من الأمور التي لم نتعود عليها وعلى وجودها سابقا.. فنبقى متابعين للعرض العام بكل شغف مبهورين بما يقدم لنا من البداية إلى النهاية.
بعد التصدعات التي عانى منها البيت الخليجي، دخل بين شقوق جدرانه الكثير من معاول الهدم برضى بعض سكان ذلك البيت للأسف، وأصبح الأغلب منهم يستقدم من يساهم في تفكيك وتكسير جدران ذلك البيت وهذا ما هو ظاهر للعيان على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ويظهر للعيان انتداب الكثير من الأقزام والأرجوزات الإعلامية للمساهمة في الحشد الإعلامي على الملاك الآخرين وقد استفاد من هذا الفتات الكثير منهم ماليا لدرجة أن بعضهم نسي انه من كان يعلمنا الورع والتقوى ودهن العود الموسيقي، وأنا لا ألوم هؤلاء الصغار وأصدقاءهم بل ألوم من طمعهم واعتقد أنهم مؤثرون في المجتمع، والمشكلة عدم إدراكه أنهم على العكس مما يعتقد، فهم لا يزيدون من يدافعون عنه إلا كرها وحنقا من قبل الناس بل يصل الحد في بعض الأحيان الى أن يشيطن ويشكك في مصداقية كل أمر يدافع عنه أولئك الصغار، وهم كثر ومنهم المدعي والأفاك والنصاب و«الخبل» والأمر بالنسبة للكل مكشوف جدا ولا أسهل من تصنيفهم إلى فريقين لا أكثر فهناك «خبول» في كل فريق، ومن باب أولى أن تجندوا أبناءكم للدفاع عنكم وعن قضيتكم لا أن تستقدموا هؤلاء المرتزقة فمن يجلب بالمال يبيعك بالمال، وإن كنتم على ثقة من قضيتكم ومن عدلها فلا حاجة لكم بهؤلاء، وإن كنتم تعلمون أنكم على خطأ وأنكم معتدون على غيركم فلن يزيد هؤلاء الأمر عليكم إلا سوءا، أي إنكم في الحالتين خاسرون من التعاقد مع أهل هذا السيرك الهزيل والمترهل فكريا، فالسيرك وحيوانات السيرك وأرجوزات السيرك ما عادت تبهرنا أو تجذبنا لما يقدم إلا إذا كنتم تقدمون مادتكم الإعلامية والسياسية لمستوى عمري معين أو مستوى إنساني معين.
[email protected]