لكل أمر بداية وقمة ونهاية وتلك هي سنة الحياة، إلا أن ما يغبن الرجال أن الأمر يتوجه من البداية إلى النهاية دون المرور بالذروة أو القمة وتتحطم تحت الأقدام كل الأحلام وتتبدد.
لم يسلم تاريخ العرب القديم من التحالفات الإقليمية حولنا لأجل السلطة أو المنعة أو الاقتصاد، وكان هذا ديدن أهل الجزيرة العربية حتى أعزنا الله بالإسلام فحطمنا كل من كان يعتقد أنه أفضل منا بل تعدى الأمر ذلك وبتنا نحن من يؤمن للغير دولته وشعبه والكل كان يطمح الى التحالف معنا واستمر هذا حالنا حتى ذاب بين جنباتنا الكثير من المفاهيم الدينية، وأخذتنا الدنيا التي سلطها الله علينا وبقي الحال في تقلب دائم حتى بدأت تترسم الحدود الدولية وتأخذ الدنيا شكلها الحالي الذي نعيش فيه، فقد كانت الجزيرة العربية واحدة ولها عدة أقاليم ومن ثم تشكلت كدول أو شبه دول لعدة مرات ومن ثم قسمت بالحدود شبه الواضحة إلى دول حقيقية ومن ثم قسمت إلى دول واضحة المعالم والحدود.
حرص المؤسسون لمجلس التعاون الخليجي ومن البدايات على التآلف والتراحم والبذل والعطاء وإضفاء روح الأخوة الصادقة بين أبناء الجزيرة العربية كافة، وبما أن دوام الحال من المحال بدأت تتفكك هذه الفكرة مع تقدم الزمن وعدم رضى القوى العظمى على هذا التحالف الذي بدأت تتضح معالمه الاقتصادية القوية وكان أول مسمار دق في نعش الفرقة فيما بيننا، من وجهة نظري، هو «كرم» - اسم مقترح لعملة مالية خليجية موحدة - وكان ذلك قبل أكثر من عشرة سنين تقريبا فقد كان مقررا أن يعتمد في عام 2010 والمشكلة بدأت قبل هذا الموعد بسنتين تقريبا بل افتعلت المشكلات من قبل بعض الأطراف للزج برفض هذا المقترح الجميل للأسف، فالاقتصاد هو المستعمر الجديد للعالم ولن يسمح أي مستعمر صديق كان أو عدو بأن يسير أحد غيره في هذا المضمار أبدا ولا مانع لديه من تدمير أي فكرة أو دولة تقف في طريق الطمع الخاص به، والطمع هو أحد مقومات الفكر الرأسمالي لأي دولة تنتهج هذا النهج، مع وجود الكثير من وجهات النظر المتباينة أيضا حول الكثير من الأمور للأسف، والعودة لهذا الموضوع متاحة للجميع عبر أرشيف الصحافة أو النت، اعتقد أنه من المفروض وبما أن «النوايا بطلت» أننا لا يجب أن نتناقش تحت جدار آيل للسقوط فالبعد عنه أسلم من القرب إليه، ولا بأس بهدمه علناً لعلنا نستطيع أن نقومه على أساس واضح وأقوي مما كان عليه سابقا وإن كان في عهد لعلنا لن نراه قريبا، أقول لكل من يتألم لوجود التصدعات في علاقاتنا ببعض أقول له كما جاء في سورة الطلاق في آخر الآية الأولى:
بسم الله الرحمن الرحيم (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا) صدق الله العظيم.
[email protected]