«ميكانو» هي لعبة للأطفال تتكون من مكعبات بلاستيكية أو خشبية، يقوم الطفل بتجميع تلك المكعبات لعمل بيت جميل أو طائرة أو أشكال أخرى في مخيلة الأطفال، وتعتمد «ميكانو» على الإبداع والحس الفني عند الطفل والسرعة في الإنجاز وتجميع المكعبات لإنشاء عمله الفني وهذا يعتمد على القدرات التي تتفاوت من طفل إلى آخر، «ميكانو» لا تقتصر فقط على الأطفال فمن الممكن أن يزاولها الكبار في وقت فراغهم لتقوية الحس الفني والتدريب على سرعة الإنجاز، هي لعبة توضح للإنسان أن لكل شيء بداية ونهاية، وكل شيء جميل في الوجود لابد له من أساس وخيال فني، ولا يبنى شيء إلا عندما توضع له اللبنة الأولى.
تلك اللعبة أصبحت متفشية ليس فقط في مجتمعنا بل أيضا في المجتمع العربي وكذلك العالمي، وقد يسأل البعض كيف؟ في البداية لابد أن أشير إلى أن تلك اللعبة أصبحت للكبار فقط لأن أطفالنا أصبحوا مجردين من الخيال الفني والإبداع الحسي «طبعا الله يخلي وزارة التربية ومدارسها» وهذا ليس محورنا، بل محورنا هو كيف أصبحنا نلعب تلك اللعبة في مجتمعنا دون وجود الخيال الفني ودون وضع اللبنات الأولى لبناء ما نريد بناءه من مشاريع وقرارات؟
أصبحنا نسمع عن مشاريع كثيرة من خلال تصاريح يطلقها المسؤولون دون وضع اللبنات الأولى إلى قراراتهم ومشاريعهم، فتارة نسمع عن بناء جامعات وكليات ومدارس وملاعب وغير ذلك ونجد أن من قام بوضع مكعبات تلك المشاريع لم يقم بدراسة الأرض التي ستبنى عليها تلك المنشآت، والنتيجة أن مكعبات لعبتنا تبنى دون وضع الأساس الأول وهو معرفة التربة التي سينفذ عليها ذلك المشروع، اعتمد اللاعب على الخيال الفني فقط أما الأساس العلمي، للأسف، فسقط سهوا عند لاعبنا، وكثيرون من يسقط لديهم «سهوا» الأساس العلمي، والنتيجة وقف المشروع لحين إشعار آخر أو إعطاء مهدئات للمجتمع بأن مكعباتنا صحيحة وأن لاعبنا أجاد وأشاد فيما بناه من مكعبات، وتارة أخرى نسمع عن قرارات تكون مصيرية لكل مواطن وبالفعل يعد القرار ويوقع ويخرج إلى النور ولكن دون تنفيذ والسبب أن من وضع القرار نسي أن يركب مكعبات قراره وفق القنوات الإدارية والحكومية التي لابد أن توضع في الأساس، وبهذا أصبح ما ركبه من قرارات مكعبية خاطئة ولا تتماشى مع قوانين الدولة ما يحتم هدم المكعبات مرة أخرى وإعادة بنائها وفق اللوائح والنظم والقوانين المتبعة ليصبح قرار المكعبات صحيحا ونافذا، وغير ذلك من تلك المشاريع والقرارات المكعبية التي نسمعها ونقرأ عنها ولكن التنفيذ للأسف لا يوجد والسبب أن ما بني من مكعبات ينقصها إما الأساس أو الإبداع أو الذوق العام أو النظرة المستقبلية والسبب هو سرعة اللاعب في تشكيل وبناء «ميكانو».
كلمة وما تنرد:
المادة 17 من الدستور تنص على: للأموال العامة حرمة، وحمايتها واجب على كل مواطن.
[email protected]