قف!.. قبل السؤال والاتصال للاستفسار عمن هو «هيبوليت تين»؟ هو ليس من دولة بلير، وهو ليس رئيسا سابقا للولايات، بل هو ناقد من النقاد الذين لمعت اسماؤهم إبان القرن التاسع عشر، نادى «تين» بالمزج بين العلم والأدب في نظريته، حيث كان يرى أن الفن عملية ابداعية تتم في بيئة معينة من خلال المبدع الذي يستجيب لمجموعة معايير مثبتة عند «تين» وتلك المعايير والأسس التي نقصدها في مقالتنا وننادي بتطبيقها على البعض في كل من التنفيذية والتشريعية، والسؤال هنا: ما هي تلك المعايير؟ او ما هي اسس نظرية «هيبوليت تين»؟
الجنس (العرق): هو المعيار الذي من خلاله يقوم بدراسة كاملة للإنسان (الانثروبولوجيا)، فإنه يقصد بالجنس والعرق واللغة مجموعة من الاستعدادات السيكولوجية الفطرية والوراثية تضاف الى مميزات تتأثر بالمزاج والبنية الجسمية وهذا هو العنصر الذي له تأثير على الانتاج الفكري بحيث إنه تخطى مرحلة العناصر الوراثية ليصل لمرحلة التركيز على المزاج الانفعالي والتفاعل المتبادل بين التقسيمات الجسمية والسمات النفسية.
البيئة (الوسط): هو المعيار الذي يشمل مجموعة من الأجواء والظروف التي ينشأ فيها ابناء هذا الشعب، حيث إن البيئة تشكل اهمية كبيرة في تشكيل الذات المبدعة في تطورها ونموها وكذلك تشارك في صياغة المادة او العالم الذي خلق منه العمل الادبي (وهذا لا يقتصر فقط يا جماعة على أهل الأدب بل على أهل السياسة أيضا)، مما يحدد اهميتها في تأثيرها الكبير على إبداع الكاتب او السياسي بحيث يستطيع رصد مجمل العادات والتقاليد والأخلاق المشتركة التي تميز هذا المبدع.
العصر (الزمن): هو المعيار الذي يشمل مجموعة الظروف التي تميز ذلك المجتمع الذي يتمتع بقدر من حرية التعبير في ظل الظروف السياسية (والاقتصادية إضافة من عندي) التي تجعل نتاج الاديب يختلف عن زميله حسب الظروف التي تعايش معها مع تغيير الازمنة.
ان نظرية «هيبوليت تين» برغم اعتراض البعض عليها وبرغم وجود بعض السلبيات عند تطبيقها على الأعمال الأدبية إلا انها وإذا ما قمنا بتطبيقها على بعض الرؤوس السياسية المسؤولة والتي تنادي بالإصلاح، لكشفت النظرية لنا ولهم عند تطبيقها عليهم من يريدون الاصلاح، والله من وراء القصد.
كلمة وما تنرد: لن تستطيع أن تمنع طيور الهم من أن تحلق فوق رأسك ولكنك تستطيع أن تمنعها من أن تعيش في رأسك.
[email protected]