«مع حمد قلم» تلك كانت أولى العبارات التي تعلمنا كتابتها، لم يكن ذلك الزمن ببعيد ولم تكن حروفه غريبة علينا، زمن الستينيات والسبعينيات ذلك العصر الذهبي للتعليم في الكويت، وما يميز ذلك العصر هو المناهج التي لم تكن مستوردة ولم تدخل التكنولوجيا صفوفنا، وبرغم عدم التطور التكنولوجي الا أننا تخرجنا بتفوق وبتميز في مدارسنا بل وتفوقنا أيضا بجامعتنا ولم تكن لدينا التجربة اليابانية ولم نستخدم جهاز الكمبيوتر ولكن كان سلاحنا هو «مع.. حمد.. قلم».
مع.. حمد.. قلم: كنا في ذلك الوقت نعرف العقاب وندرك أيضا أن الجزاء من قيمة العمل، كان المعلم والمعلمة لهما هيبتهما بين الطلبة، وكانت أروقة مدارسنا تعج بجميع الانشطة، لم يكن لدينا لجنة للظواهر السلبية تمنع المسرح والرياضة والموسيقى، ولم يكن لدينا لجان تقوم برفض وشطب الدروس الرياضية والموسيقية ومواد التدبير المنزلي وغيرها من دروس ثقافية ومعلومات والى الآن نستفيد مما تعلمناه منها في حياتنا اليومية.
مع.. حمد.. قلم: كنا في ذلك الوقت نعلم بأن المدرسة هي البيت الآخر لنا، كانت ساحات مدارسنا تتميز بالنظافة وصفوفنا جميلة يعشقها البصر، وكراسينا لا نخشى من الجلوس عليها، ولما كانت ملاعبنا جميلة عندما تمتلئ بالتلميذات وهن يمارسن الالعاب الرياضية من خلال المباريات المقامة بين الصفوف، كانت الكويت في كل صباح تغرد طيور سمائها باسمها وتعزف نشيدها ممزوجا بأصوات طلابها. واليوم نعيش في وضع نرثي فيه حال التعليم والتربية واوضاع الطلبة في مختلف المراحل والمستويات التعليمية، بالأمس لم نكن نمتلك غير القلم ورغم ذلك صعدنا به الى قمة التعليم، واليوم نملك العديد من الخيرات والكثير من الخبرات ورغم هذا الا أننا أصبحنا نتساقط من علو الهرم التربوي والتعليمي. قد يستغرب البعض من تلك النتيجة ولكن تلك هي الحقيقة بالأمس كان التعليم يغرس مبادئ الكتابة والقراءة، واليوم أصبح تعليمنا عن طريق الكمبيوتر. اذن ففي ماضينا كان سلاحنا القلم وفي حاضرنا أصبح (الماوس) هو سلاحهم وبين هذا وذاك ضاع حمد وضاع القلم.
كلمة وما تنرد:
(اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الانسان من علق (2) أقرأ وربك الأكرم (3) الذي علم بالقلم (4) علم الانسان ما لم يعلم (5) ـ سورة العلق).
[email protected]