الأسطول: «هو مجموعة من السفن تعد للحرب أو للنقل» ذلك هو تعريف كلمة الأسطول في معاجم اللغة العربية، ولكن أسطولنا الذي نحيا به هو حياتنا السلمية التي نبحر من خلالها إلى بر الأمان ولكن! للأسف أصبح أسطولنا متوقفا لا يتحرك، أشرعته ضعيفة لا يلامسها الهواء، سفنه أصبحت فقط للفرجة في صمت قاتل إلى أن أصبح أسطولنا في وضع محلك سر.
وتحولنا اليوم إلى شخوص مؤدين فقط، نعم أصبحنا اليوم عاملا سلبيا في ذلك الأسطول إلى أن جعلناه غير قادر على الحركة ثابتا في مكانه، الكل أصبح يتمتع بالفرجة الصامتة دون الدفاع أو التغيير، أصبحنا جزءا من ذلك الصمت المميت الذي لا نعرف إلى أين سيأخذ سفننا؟
وبلدنا هو الأسطول المكون من مجموعة سفن تحتوي قطاعات كثيرة منها الحكومية والخاصة أيضا، كانت تلك السفن في السابق تشكل أسطولا قويا تهابه الأساطيل الأخرى في عالم البحار، ولكن اليوم أصبحت تلك السفن متوقفة صامتة في عرض البحر لا أحد يعلم متى تتحرك ولا إلى أين تتجه؟ أسطولنا يقف بصمت شديد ومخيف دون أن يتقدم وإذا تقدم فخوفنا أن يكون تقدمه سلبيا؟ معادلة صعبة لا أحد يعرف سرها، واليوم نقوم ببعض التحليل لعلنا نجد السبب في ذلك الصمت وليتنا نستطيع حل تلك المعادلة، نبدأ بسفينة التعليم والتربية التي تقف في عرض البحر لا تستقبل ولا تؤدي للمجتمع ما يفترض تقديمه، شراعها تتلاعب به الأهواء، يتغير كل يوم من خلال قرارات غير ثابتة لا تساعد السفينة على الإبحار، وها هي سفينة الكهرباء والماء تستنجد بنا وتريد المساعدة في إعادة بنائها من جديد لتنير لنا أسطولنا ولكن، للأسف، لا أحد يسمع ولا أحد يرى، وهنا سفينة الأمن والأمان تبحر بمفردها شاردة عن أسطولنا ننادي عليها فلا تسمع ولا تجيبنا، فقط تصدر الأوامر وتداهم المساكن وتكبت الحريات دون نقاش! ونتساءل ما العمل معها؟ ان اتجاهها المتعرج يحرجنا مع الأساطيل الأخرى، عجزنا من التنبيه وايجاد المبررات لتلك السفينة أمام الأساطيل الأخرى ولكن من دون فائدة حتى أصبحت تشوه منظر أسطولنا، وها هي سفينة الثقافة والفنون والآداب تقف في منتصف الأسطول، وأرى قراصنة يهاجمونها وغرباء يصعدون على متنها! من المؤكد أنهم دخلاء، ماذا أرى؟ .. اشارة استغاثة من السفينة إنها تطلب المساعدة منا، لابد أن نتحرك ولكن لا توجد أشرعة في السفن الأخرى للمساعدة، إن السفينة تكاد تُسلب، نعم سُلبت منارة الخليج أمامنا باسم الدخلاء، وها هي سفينة الرياضة وأفرادها في شد وجذب، اعطوني المنظار لكي أشاهد واعرف ما سبب عدم إبحارهم، ولماذا لايتفقون كي تسير سفينتهم، السفينة تبتعد عنا تاركة أسطولنا، وهذا هو حال السفن الأخرى، الكل شارد والكل يبتعد عن الآخر بمسافات، لا نقدر في المستقبل على تجاوزها إلا في حالة واحدة وهي أن نستبدل سفننا بأخرى بديلة عن تلك الشاردة من أسطولنا لكي نقدر التحول عن وضع «محلك سر».
كلمة وما تنرد: ما أقسى الحياة عندما تبكي ولا يسمعك أحد وتصرخ فلا يجيبك أحد وتشكو فلا ترد عليك سوى الجدران.
[email protected]