نعم هو وانيت بو قمارتين وليس طائرة تلك التي ركبتها خلال رحلتي في مهمة رسمية إلى المغرب، وللأسف إلى الآن نضحك على أنفسنا أننا نمتلك أسطولا جويا ومطارا دوليا، يفترض أنه الواجهة الأولى لبلدنا الحبيب، ولكن شنقول: «الله المستعان صج شي يفشل ويخجل».
أبدأ حكايتي معكم اليوم مع بداية مهمتي إلى مهرجان أصيلة، حيث أجبرت على أن يكون مسار رحلتي على متن الخطوط الكويتية، آسفة «وانيت بو قمارتين» والتي تولت ترتيب الرحلة بأكملها ووضع قنوات الوقوف لها والسبب هو أنه لا بديل عنها لأنني في مهمة رسمية، لذا وجب علي التعامل مع وانيت بوقمارتين (الكويتية).. يا جماعة الخير الدولة قاعدة تدعمكم وأنتم ماشيين على مبدأ «طنش تعش وتنتعش».
الفصل الأول لقصتنا يبدأ بحجز التذكرة، فرغم التحديث التكنولوجي في دوائرنا الحكومية وقطاعاتنا الخاصة وبالرغم من الخبرات العالمية التي نستقطبها إلى دولتنا إلا أن الحجز يستغرق في أسطولنا يوما كاملا، والأغرب هو أن كتاب مهمتي مذكور فيه أنني سأغادر من الكويت إلى أصيلة في المملكة المغربية، وكذلك العودة، لكن المشكلة ان «الكويتية» حجزت لي إلى طنجة، وأخلت مسؤوليتها من توصيلي إلى أصيلة مع العلم بأن الحكومة ستدفع قيمة التذكرة بالكامل بمعنى أدق أن الدولة مكفولة بخطابها لتوصيلي إلى أصيلة وليس طنجة، ولكن أسطولنا لا يمتلك الحلول البديلة لتوصيلي إلى المنطقة المطلوبة «مو مشكلة انقزرها بتاكسي أو ممارسة رياضة المشي».
الفصل الثاني من حكاية «وانيت بو قمارتين الكويتية» «المكان» بمعنى أوضح «الموقف»: ونعني بالموقف هو ما تقف فيه سيارات الأجرة والباصات والميكروباصات، مكان أحداث حكايتنا هو المطار الذي إلى الآن محلك سر، مجرد بوابات وسوق لا يعدونه بالفعل واجهة جميلة للأسواق الحرة (أتعرفون اللي قاصين على عمرهم ويصدقون جذبتهم.. الله المستعان) أما المطاعم المتواجدة في صالتي المغادرة والوصول فقد جعلت المطار أشبه بالمطاعم الموجودة بالجمعيات بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها، أما قاعة رجال الأعمال والدرجة الأولى فحدث ولا حرج.
ونصل معكم لنهاية قصة أسطولنا وهو الفصل الثالث والذي يسلط الضوء على قضية مهمة ولكن رغم أهميتها أصبحت ميزة يمتاز بها وانيت بو قمارتين «الكويتية» وهي «التأخير» سواء كان في الإقلاع أو الوصول، ساعة ونصف الساعة من التأخير والانتظار لدخول الوانيت بوقمارتين، المشكلة ليس في التأخير المشكلة إذا كان المسافر لديه أكثر من وجهة للسفر على متن طيران آخر «مثل حالي» كيف سيتصرف؟ إذا تأخر وانيت بوقمارتين كل ذلك الوقت؟! فمن الممكن أن تفوته الطائرة التالية التي سينتقل بها للجهة المراد الوصول إليها، لكن للأسف هذا أسطولنا «وصلوا على النبي»، تلك كانت قصتنا لكم اليوم والتي لم نذكر فيها بعض الأحداث الثانوية مثل تعطل أجهزة الترفيه على متن الطائرة (وانيت بو قمارتين) وسوء المعاملة من طاقم الطائرة والهبوط والصعود السيئ الذي يشعرك بأن الطائرة ستسقط بك، وغير ذلك من الأمور التي يعرفها الكل، ولكن محلك سر إلى أن أصبح الأسطول الكويتى «وانيت بو قمارتين»!
كلمة وما تنرد: يجب على الدولة أن تحرص على حل مشكلات تلك المؤسسة، لأن الانطباع الأول للزائر أو الضيف يصعب علينا تغييره مهما بذلنا من جهود.
[email protected]