«استوقفني تصريح فنانة الطرب الأصيل الفنانة والمبدعة ماجدة الرومي لـ «رويترز» خلال زيارتها للغناء في مهرجان قرطاج الذي يقام سنويا في تونس، حيث قدمت للوزراء العرب وصايا جميلة لمحاربة ومكافحة تجار مدعي الفن والثقافة، فماذا أوصت فنانة الطرب الأصيل وزراء الثقافة والإعلام العرب؟
1 ـ على وزراء الثقافة والسياحة والإعلام أن يدعموا المبدعين والفنانين الملتزمين الحقيقيين لمواجهة التدني في الفن والثقافة العربية.
2 ـ وصفت المبدع والفنان بأنه هو خير سفير وأفضل ناطق باسم بلده.
3 ـ وصفت المبدع والفنان بأنه يحمل دورا بالغ الأهمية يفوق دور أي سفير أو ديبلوماسي آخر.
تلك هي وصايا مبدعة وفنانة الغناء العربي لوزراء الثقافة والإعلام العرب لكي يستطيعوا درء ومكافحة ومحاربة تجار ومدعي الفن والثقافة والتصدي لهم، وتلك الوصايا ذاتها أوجهها إلى مسؤولي الثقافة والإعلام في بلدنا الحبيب لعلهم يأخذونها بعين الاعتبار، وسأقوم بتحليل كل نقطة على حدة لنضع أيدينا على أخطاء الجهات الحكومية وتسليط الضوء عليها ليلتفت إليها من تغيب عن ذهنه، يقول الله عز وجل في محكم كتابه: (فذكر إن نفعت الذكرى، سيذكر من يخشى، ويتجنبها الأشقى) الأعلى: 9 ـ 11.
فإذا نظرنا إلى الوصية الأولى والتي تحث على دعم الدولة ممثلة في الجهة المختصة بالثقافة والإعلام والمبدعين والفنانين ونقصد «عيال الديرة»، نجد أنه للأسف الشديد لا يوجد دعم حقيقي من تلك الجهات الحكومية للمبدعين والفنانين «الكويتيين»، فكم من مسابقات تقام باسم دعم المبدعين والفنانين ولكنها للأسف تقتصر على لجان للتحكيم ومن ثم إعلان النتائج وتنتهي بتسليم الجوائز، ولكن ما هو مصير المبدع أو الفنان الكويتي بعد نيله الجائزة؟ لا شيء، فقط مكافأة مالية وشهادة تقدير، أما التطوير والاهتمام بتلك الموهبة لتنميتها وصقلها والاستفادة منها، فمكانك راوح.
وننتقل معكم للوصية الثانية وهي اختيار من يمثل الدولة من خلال الإعلام والثقافة، نجد أنه للأسف الشديد كثير من برامجنا الوطنية وندواتنا الثقافية وورش العمل التدريبية والتثقيفية والإعلامية تقدم من خلال مبدع أو فنان «غير كويتي» كما لو أن دولتنا لا تمتلك مبدعين أو فنانين كويتيين في تلك المجالات، والمضحك أن الإعلام عندنا إذا قام مبدع أو مثقف أو فنان كويتي بعمل ندوة أو ورشة عمل أو برنامج للأسف فإن بعض الصحف ووسائل الإعلام المرئي لا تسلط عليه الضوء كما لو أن ذلك المبدع أو المثقف أو الفنان يتكلم باسمه وليس باسم بلده «الكويت» «هذا هو الحسد الله يبعدنا عنه» مع العلم بأن المبدعين والفنانين غير الكويتيين عندما يتكلمون باسم الكويت تقوم دفوف الإعلام والثقافة بالعزف والغناء «قالوها أجدادنا خيرنا لغيرنا».
ومن الطرائف الإعلامية والثقافية المحزنة في دولتنا العزيزة أن بعض المبدعين الكويتيين دأبـــــوا على تقديم أفكار واقتراحات للجهات المعينة للثقافـــــــــة والإعلام ومن ثم يجدون أن أفكارهم ومقترحاتهم قد سرقت وأن الذي يقدمها بعد ذلك منطوق غير كويتي، وهنا السؤال موجه إلى وزير الإعلام: هل هذه هي الوحدة الوطنية التي ناديتم بها؟!
نصل إلى النهاية وللأسف ليست النهاية فمن يبحث ويدقق سيجد الكثير «بس شنو انقول هذي الكويت وصلي على النبي»، لذا عندما حثت الفنانة ماجدة الرومي صوت الجبل الهادئ في وصيتها الثالثة على الرقي بالثقافة والإعلام لكل لدولة لترقى الثقافة العربية من خلال المبدع أو الفنان، وصفت المبدع والفنان في تصريحاتها بأنه خير سفير لدولته أمام الدول الأخرى، والسؤال هنا: كم مبدع وفنان كويتي في دولتنا الحبيبة مثّل الكويت سواء خارجيا أو داخليا؟ وكم من العروض الكويتية قدمت خارج الكويت باسم الكويت؟ وكم مبدع غير كويتي مثل الكويت داخليا وتكلم باسم الكويت وكان واجهة الكويت أمام ضيوفنا العرب؟ ولكم حساب.
كلمة وما تنرد:
المادة «14» من دستور الكويت «ترعى الدولة العلوم والآداب والفنون وتشجع البحث العلمي».
[email protected]