قضيتنا اليوم تدور حول مثلث أضلاعه متوازية ومتساوية وهي «المسألة والمسؤولية والمسؤول» وكل من أضلاعه الثلاثة لا تقتصر في الحساب والعقاب، ولكن للأسف عندما نطرح أي قضية تغيب أعيننا عن المسؤولية والمسؤول، ونسلط الضوء على المسألة فقط.
نبدأ بتحليل أضلاع مشكلتنا الثلاثية، فالضلع الأول هو المسألة وتعني في اللغة العربية «ما كان موضوع بحث أو نظر»، أما الضلع الثاني فهو المسؤولية وتعني بوجه عام «حال أو صفة من يسأل عن أمر تقع عليه تبعاته، فيقال: أنا بريء من مسؤولية هذا العمل، وتطلق «أخلاقيا» على التزام الشخص بما يصدر عنه قولا أو عملا، وتطلق «قانونا» على الالتزام بإصلاح الخطأ الواقع على الغير طبقا للقانون»، ونأتي لآخر أضلاع مشكلتنا وهو المسؤول ونقصد به في المعجم الوجيز «رجال الدولة: المنوط بهم العمل وتقع عليهم تبعته».
تلك هي معاني أضلاعنا الثلاثة، وتلك هي مشكلتنا التي تدور دائما داخل ذلك المثلث، ولكن للأسف لم نسأل أو نعاقب المسؤول ونسلط الضوء على المسؤولية، بل ونقتصر في جميع أخطائنا الوزارية على المسألة فقط، بالأمس القريب استوقفني موضوع شائك طال فيه الحديث وهو ازدواجية الجنسية ومنح الجنسية لأفراد ليس لهم الحق بها. قضيتنا اليوم ليست الحديث عن «المنح أو السحب» للجنسية لهؤلاء الأفراد، بل مشكلتنا اليوم هي من المسؤول عن هذا ومن تقع عليه المسؤولية، فللأسف الشديد اعتدنا في مشكلاتنا الوزارية أن نكشف فقط عن هذه المشكلة وليقم أحد بتسليط الضوء على المسؤول عنها، والتدقيق والعقاب، فعلى سبيل المثال لا للحصر قضية التجنيس فقط قمنا بتسليط الضوء على الأفراد الذين قاموا بالبحث والأفراد الذين نالوا الجنسية أما عن المسؤول الذي قام بهذا الجرم فلا أحد يعلم من هو؟ وما عقابه ليكون عبرة لمن يأتي بعده، تلك هي المشكلة وهي محاربة الفساد المتفشي داخل الوزارات، وسؤالنا اليوم للمسؤولين:
من المسؤول عن مشكلة الأخطاء الطبية؟
من المسؤول عن مشكلة التلوث البيئي؟
من المسؤول عن مشكلة الجامعات غير المعتمدة؟
من المسؤول عن مشكلة الكهرباء والماء؟
من المسؤول عن مشكلة الفلتان الأمني؟
من المسؤول عن مشكلة انحدار الثقافة والفنون؟
من المسؤول عن مشكلة اندثار المسرح؟
من المسؤول عن رداءة مباني المدارس والجامعات؟
من المسؤول عن مسؤولية.. ولكم الحساب؟
كلمة وما تنرد: من أشعار الإمام علي عليه السلام:
إذا ضاق الزمان عليك فاصبر
ولا تيأس من الفرج القريب
[email protected]