يقول المثل «شر البلية ما يضحك» وما سأذكره هو بلوى (مشكلة) لكنه لا يضحك، بل يُبكي كل من يراه أو يسمع به أو يقرأ سطوره، فعندما كنت ذاهبة لأشتري بعض الأغراض من الجمعية ظهر يوم الأحد الماضي، ولدى بحثي عن مكان لأوقف فيه سيارتي بموقف الجمعية، إذا بي أجد سيارة نجدة تحمل رقم «.......» تسير بطريقة خاطئة مع العلم أن الموقف كان مكتظا بالسيارات، المهم وجدت مكانا لسيارتي وبقيت أراقب ما تقوم به سيارة النجدة من استعراض بين الأهالي وإذا بقائدها يوقفها في المكان المخصص للمعاقين، ولم يكتف بذلك بل أغلق الطريق على بقية مرتادي الجمعية، هذا الذي يقولون عنه «فوق شينه قواة عينه»، المهم نزلت من سيارتي وتوجهت الى الشخصين اللذين نزلا من سيارة الشرطة ولكن للأسف لم ألحق بهما إلا عند باب الجمعية وإذا بي أرى أن من قام بهذا الفعل شخصان يرتديان الزى العسكري أحدهما شرطي والآخر ضابط، المهم سألت الضابط لعلى وعسى أذكره بما درسه في كليته من قوانين: أستاذي الفاضل أنت واقف في مكان مخصص للمعاقين وهذا خطأ؟ فما وجدت منه إلا إجابة باردة تمثل موقفه البارد: «جاءنا بلاغ» وإذا بي أردد عليه السؤال مرة أخرى لعله يستمع ويعقل لاسيما أنه يرتدي الزي العسكري ويحمل رتبة تخضعه لأن يكون حصنا لهذا المجتمع لا لهدمه ولكن دون جدوى أو رادع له إلا أنه أجاب: «خير إن شاء الله»، المضحك أن تواجده في الجمعية لم يستغرق سوى دقائق معدودة ولا أعلم ما البلاغ الذي جعله يفعل ذلك ويتعدى على حقوق الآخرين؟ ومن هم الآخرون؟ أناس يحتاجون إلى المساعدة والأخذ بأيديهم لأنهم أناس ذوو احتياجات خاصة، أنا لست ضد أن يقوم رجل الأمن بواجبه ولكن بموجب احترامه للقوانين والآداب العامة التي يجب أن يكون هو أول من يحترمها ويطبقها، فإذا كان هذا التصرف والاستهتار بالقوانين والآداب العامة صادرا من رجال القانون فماذا تنتظر من بقية الناس «خوش قدوة»؟!
ربما يرى البعض أن القضية بسيطة وعادية ولا تستدعي تسليط الضوء عليها وعمل الضوضاء من خلالها، ولكن كم من الوقائع والأشياء والقضايا تبدأ بكلمة بسيطة «وعادية» ومن ثم تتكاثر وتتعاظم وتصبح كارثة ولا نقدر على استيعابها، وبما أننا بدأنا بالسؤال إلى أهل السؤال لعل وعسى أن نجد الحلول والإجابة على فلاشاتنا:
فلاش.. لماذا لا يخصص مكان لعربات النجدة والمرور في جميع الأماكن العامة منعا للإحراج؟
فلاش.. ما الحل في السيارات ذات النوافذ السوداء؟
فلاش.. ما الحل في قضايا المجتمع الملقاة في أروقة بعض المخافر؟ والسبب: يا جماعة سينتقلون لمكان جديد «أظني أوضحت المكان».
فلاش.. ما الحل في موظفي الوزارة الذين يتمتعون بالاجازات ولم يتموا عملهم قبل اجازاتهم؟ لا والحبايب «متذمرين» و«طالبين النقل».
فلاش.. ما الحل في شكاوى الجمهور على بعض موظفي الوزارة إلى الآن محلك سر؟ «عفية شكوى 3 شهور وللحين ما في رد».
فلاش.. ما الحل في التفتيش في منتصف الدوار؟ «خوش خطة».
فلاش.. فلاش... فلاش... فلاش.
> > >
كلمة وما تنرد: مادة 49 من دستور الكويت: مراعاة النظام العام واحترام الآداب العامة واجب على الجميع.
[email protected]