بالأمس كانت الأسر الكويتية تحتفل بالقرقيعان، وهي مناسبة تقام في منتصف رمضان، وتستمر على مدى أيام 13و14و15 من الشهر المبارك، والقرقيعان لها أكثر من معنى: أولها أن القرقيعان أتت من لفظ «قرعة الباب» وهذا ما يفعله الأطفال في تلك المناسبة أي يقرعون أبواب المنازل لطلب القرقيعان، أما المعنى الثاني فهو أن كلمة قرقيعان مشتقة من كلمة «قرة العين» وهو ما فيه سرور الإنسان وفرحه، ومنه قول الله عز وجل:(ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين) وكذلك فرحة وقرة عين النبي الأكرم صلى الله وعليه وآله وسلم بولادة سبطه الإمام الحسن عليه السلام، وهكذا تقوم الأسر بتوزيع الحلوى والمكسرات على الأطفال عندما يطرقون الأبواب طالبين قرقيعان «ولد أو بنت»، أما المعنى الثالث للكلمة فهو مشتق من عادات وتقاليد أهل الخليج وتعني «الشيء المخلوط المتعدد الأصناف والمقصود هنا المكسرات»، ومن هذا وذاك نجد أن القرقيعان مناسبة تقتصر فقط على شهر رمضان الكريم وتقتصر فقط على الأطفال، كما أننا نجد أن القرقيعان محدد في أصنافه المقدمة أي «المكسرات والحلوى»، ولكن اليوم سيطرق المجتمع الكويتي أبواب وزارتنا ومجلسنا الموقرين لطلب «قرقيعان الكويت» فهل من ملب لندائنا؟
وقبل السؤال عن «قرقيعان الكويت» ومحتوياته؟ نقوم بالإجابة عليكم من خلال الأصناف التي نريدها في «قرقيعان الكويت» خلال الدورة القادمة «معلش يا جماعة قرقيعان بنطول وقته شوي عشان الاجازات والإنجازات»: أول صنف في القرقيعان «الجوز» وهى لجنة المراقبة الإدارية للوزارات الحكومية وأيضا اللجان البرلمانية لمجلس الأمة، «لا أحد يقول ديوان محاسبة عندنا ماله داعي، لأننا نبي لجنة على مستوى عال من المستشارين وبعد موظفين مؤهلين عشان يصححون كل الأخطاء المذكورة في التقارير السنوية لديوان المحاسبة ترى تعبنا من هذه الأخطاء اللي للحين مهي راضية تتصلح»، أما «الفستق» فلجنة لمنع التسول وفرض عقوبة ليس فقط على المتسول بل على من سهل دخول هذا المتسول إلى البلاد دون اذن عمل «يا جماعة الخير ملينا من هالطراروة ترى السالفة أوصلت لغاية البيوت مو بس في الشوارع ولا تقولن شؤون وداخلية وكل واحد يقطها على الثاني نبي لجنة مسؤولة عن هالمتسولين ولها حق العقاب فيمن يتاجرون بالبشر»، أما «اللوز» فلجنة تحارب الفساد التعليمي والشهادات المضروبة «عفية ديرة كلهم تقريبا صايرين دكاترة وكل واحد يقطها على اللجنة التعليمية أو يقولون لك أكتب شكوى في الوزارة الله المستعان والله خوفي انه راح تنضرب شهادات الطب والهندسة بعد»، أما «الحب» بأنواعه فلجنة لمحاربة الشواذ ومعالجتهم «ترى ما صرنا أنعرف الريال من المرة.. ارحمونا الله يرحمكم والسالفة ما يبيلها لجان ولا محاضرات ولا ندوات الموضوع يبيله تركيز في التربية والإرشاد»، ونأتي الآن «للملبس أو بيض الصعو» ـ وطبعا نبيه مشكل ـ وهى لجنة أعضاؤها من كل من الأشغال والبلدية والهيئة العامة للزراعة والإسكان لتجميل الكويت ونظافتها «مو بحر لونه أجلح أملح وشوارع مكسرة وأرصف مهدمة والأشجار تقول مدينة أشباح»، أما الحلو «الجاكليت» فلجنة تقيم الأعمال المقدمة للشباب ويكون أعضاؤها من التربية والهيئة العامة للشباب والرياضة «يا جماعة الخير وين المراكز الرياضية والمكتبات والأنشطة المدرسية وغيرها هذا وتبون عيالنا ما يصيرون جنس ثالث ورابع.. ترى إذا ما ركزنا على شبابنا بيصير عندنا جنس خامس غير شكل وغير نمونه».
كلمة وما تنرد:
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون- التوبة: 105).
[email protected]