إلى أهل الكويت أقول لهم «عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم»، بس اليوم عندي سالفة صغيرة شايلتها في قلبي ولازم أقولها لكم علشان ما تتكرر في العيد القادم، في الماضي كانت التهاني بالعيد بزوارة الأهل والأصدقاء والجيران ومع التمدن صار «التلفون» الذي له تأثير سحري في اختصار المسافات، وصار الأهل والأصدقاء يتصلون ببعضهم البعض، ومع عصر التكنولوجيا صار الـ «مسج» هو البديل، يعني الواحد يقوم بكتابة مسج بالعيد ويعممه على الأهل والأحباب، ومع كل الذي ذكرناه من تاريخ التهاني بالعيد وتطورها كان يوجد في تاريخها شيء ثابت وهو «كروت المعايدة» وكانت هذه الكروت في الماضي تخص فئة محددة من الدولة ومازالت هذه الطريقة مستمرة ولكن اللون تغير وهذا موضوعنا لكم اليوم.
بالأمس كنت أزور صديقتي «أم عبدالرحمن» ومن ضمن السوالف وجدتها تخرج لي من حقيبتها ظرفا وتقول لي: أخذي الظرف واضحكي فاستغربت من طلبها وبالفعل قمت بفتحه وإذا بي أجد «كرت معايدة» بعيد الفطر السعيد التوقيع مدير عمل أم عبدالرحمن، ولحظتها لم أبتسم بل ضحكت ضحكة هستيرية وبصوت عال، وقد استغربت أم عبدالرحمن على هذه الضحكة الهستيرية، وسألتني عن السبب، فكان ردي لها أن هذا التصرف لم يقتصر فقط على مكان عملها بل أصبحت عاده متفشية داخل أروقة الوزارات وخارجها وهنا سألتني صديقتي عما أقصده بكلمة «خارجها»، فقلت لها عما أراه في بعض الوزارات الحكومية التي يعمل بعض موظفيها خارج الكويت باسم الوزارة ممثلة بالكويت في كثير من البلدان، فنجد هؤلاء الموظفين يقومون في كل مناسبة بإرسال الكثير من كروت المعايدة إلى مسؤوليهم في الوزارة الحكومية للتهنئة والمضحك أنهم يقومون بإرسال تلك الكروت عن طريق البريد الممتاز أو الشركات الخاصة للبريد وطبعا جميع تلك المصروفات تقع على عاتق الوزارة والدولة، والمضحك من هذا وذاك أنه لا يوجد حسيب ورقيب على تلك المصروفات، وهنا سألتني أم عبدالرحمن عن سبب هذه التصرفات المبالغ بها ولماذا لا يقوم المدير بعمل نشرة خاصة بالتهنئة لموظفي إدارته وتوزع عليهم بدلا من تلك البطاقات المكلفة التي نقدر أن نستغل مبالغها في شيء مفيد على سبيل المثال «المكيفات اللي ما تشتغل والكراسي والمكاتب المكسرة» وغيرها من أشياء لابد من إصلاحها في الوزارة، ولكن للأسف المدراء مو فاضيين إلا لبطاقات المعايدة لموظفيهم وخسارة الدولة لتلك المصروفات، ويا حبذا لو قام هؤلاء الموظفون الذين يعملون في الخارج بعمل تجمع طلابي لأبنائنا الدارسين هناك في هذه المناسبة السعيدة لكي لا يشعروا بالغربة بدلا من معايدة وتهنئة مدرائهم بالبطاقات وخسارة الدولة لتلك المصروفات على هذه البطاقات، وبعد هذه التساؤلات وأنا أسمع ما تقوله «أم عبدالرحمن» وأضحك، فاستغربت من ابتساماتي وقالت لي لماذا لم أجد إجابة على ما أقوله؟ فقلت لها: قالوها أهلنا يا شين شي ما شابه أهله.
كلمة وما تنرد:
عيدكم مبارك وتقبل الله طاعتكم.
[email protected]