انتهى موسم الأعمال الدرامية التلفزيونية والتي قدمت خلال شهر رمضان المبارك، ولكن السؤال: ما الحصيلة التي خرجنا بها نحن المشاهدين من بعض تلك الأعمال؟ للأسف الإجابة: لا شيء، نعم الحصيلة الدرامية كانت عند المتفرج العربي لا شيء، فلم تترك أي بصمة درامية سواء أكان العمل ـ مثلما زعم البعض ـ «تراجيديا أو كوميديا» في أذهان المشاهدين، فقط المتابعة من أجل إضاعة الوقت دون المتعة والتسلية.
في البدء وجب علينا أن نعرف معنى الدراما لكي نقدر من خلالها أن نصل معكم ونسأل: هل ما شاهدناه من أعمال عربية وخليجية تندرج تحت مسمي «عمل درامي»؟
«الدراما» كلمة من أصل إغريقي حيث نشأة الفن والمسرح، وكلمة دراما تنشق إلى شقين في معناها فهي تعني «العمل والفعل»، أي هي عمل يقدم للمشاهد سواء بالكلمة أو الفعل أو اللحن أو الكلام أو الضوء أو الموسيقى، ولكن العنصر الأساسي في التمثيل هو الحركة، ومن وسائل الدراما التلفزيون، السينما، المسرح، والإذاعة، أما تصنيف ما شاهدناه من بعض الأعمال فلا نقدر أن نصنفه أهو كوميدي أم تراجيدي أم ميلودراما كما أطلق عليها بعض النقاد، ومن ذلك المنطلق لن أخوض في تعريف المصطلحات الفنية لأن كثيرا مما كتب عن بعض التمثيليات لا يمكننا أن نطلق عليه سوى مسمى واحد فقط هو «فراغ إعلامي».
الدراما والكوميديا والتراجيديا وكل التصنيفات الإعلامية لابد أن تبنى على فكرة، والفكرة لابد أن تكون لها رسالة إعلامية مراد توصيلها للمشاهد، فما هي الرسالة التي كان المراد توصيلها إلينا؟ هي رسالة واحدة «التغييب»، نعم التغييب كما لو كان أداة مخدرة لعقول المشاهدين، حيث إننا إذا نظرنا إلى أغلبية التمثيليات المقدمة نجد أن بدايتها كانت تبدأ من نقطة محورية وقضية أساسية ثم نفاجأ بعد حلقتين أن الأحداث تبتعد عن القضية الأساسية، والأدهى من ذلك أن الأشخاص الذين يؤدون الحركات التمثيلية لتوصيل الرسالة منها، كل منهم أصبح يقدم لنا رسالة أخرى بعيدة عن الفكرة وكأنه يخدم الشخصية فقط، ومن هنا أصبح التغريب والتغييب يشل تفكير المشاهد وأصبح يسأل عن الشخصية لا عن الفكرة!
إن الشخصية الدرامية تقوم في الأساس على خدمة الفكرة الدرامية وليس العكس، وما شاهدناه كان يقوم على تتويج الشخوص وإظهارهم من أجل الشهرة الإعلامية، أما القضية الأساسية والحبكة الدرامية فكانت يتيمة في الأعمال الدرامية، ومن ثم أصبحت حصيلة الأعمال الدرامية المقدمة في شهر رمضان طبعا «لا شيء»، وأعلن البعض أنهم كانوا متواجدين على الساحة الفنية فقط للتواجد ولقمة العيش، ولكن ذلك كان يجب ألا يكون من خلال الاستخفاف بعقول المشاهد وتدمير عقول وبنية شباب المجتمع سواء الكويتي أو العربي، حتى إذا نظرنا إلى بعض التمثيليات التاريخية التي يجب أن تكون أحداثها ثابتة لا تلاعب بها، بل عند اختيارها لابد أن يكون لها مغزى تاريخي ووطني، نجدها تقدم من أجل شخوص فقط، وهنا لابد علينا أن نلقي باللوم لا على الإعلام ولا على الشخوص بل على المؤلف، والله من وراء القصد.
كلمة وما تنرد:
النقد الموضوعي هو نقد للعمل لا للمصالح الشخصية، لأن النقد مرآة عاكسة للعمل سواء بالإيجاب أو بالسلب، ولكن ما قرأناه من البعض كان نقد مصالح وهذا النقد لا يعيش.
[email protected]