نرمين الحوطي
ها نحن نجدد الدعوة مرة اخرى، حيث ان مسرحيات العيد على الأبواب فلماذا لا نجد من خلال هذه العروض عرضا يسمى بالفعل مسرحا، عرضا يكسر كل ما قدم من بعد الاحتلال ليقول للشعوب المجاورة «أنا هنا» هذا هو المسرح الكويتي الذي سمعتم وكتبتم عنه، عرضا نجد به حلا أو تلميحات لبعض الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها، الشعب الكويتي، عرضا يواكب كل الوسائل الإعلامية وينقل رسالة اعلامية واضحة للشعب الكويتي؟ وليكن العيد هو نقطة البداية لطرق قضية أساسية ونشأتها وأسبابها ومسبباتها وضحاياها ونتائجها، إلخ.
ان الأزمة التي نعيشها وهي ما يدور في المجلسين الموقرين «الأمة والوزراء» لكفيلة بأن تقدم للكتاب المسرحيين مادة خصبة اذا ما وضعوا أيديهم على بدايتها، فيمكن ان يُخرج المسرح الكويتي اعمالا مسرحية وليس عملا واحدا تكون بمنزلة معايشة لتلك القضايا التي نعيشها «الصحة، التربية، الكهرباء، الخ»، حتى يتسنى للمشاهد والمواطن الكويتي ان يستوعبها ويتذوقها وان يعيشها.
ان المشاكل التي تمر بها البلاد كثيرة والمسؤولون يبذلون قصـــارى جهدهم لإعادة الأوضــــاع الى ما كانت عليه، واذا كان الأمر كذلك فالفن والمــسرح بصفة خاصة من الوسائل المطلـــوبة على مــستوى العالم، بل والمقبولة شكلا ومضمــــونا، لذلك فالمسرح له دور مهم في نشر وتوصيل ومساعدة المسؤولين في الدولة على اقناع المواطن بتنفيذ ما يطلب منه في الوقت الراهن، حتى نختصر الوقت الذي نحن في أمس الحاجة اليه لإعادة ترتيب البيت الكويتي ليحتل مكانته السابقة ويضيف عليها.
ان المسرح ورجاله مطالبون الآن باثبات وجودهم والمشاركة الايجابية التي نحن في حاجة اليها سواء كان ذلك من خلال الكلمة المكتوبة أو المكان المقدم عليه العرض فلابد من وجود مسرح متكامل ليعرض عليه مسرح أو عدم الموافقة على بعض النصوص التي لا تحتوي على أهداف تربوية أو وطنية، اننا بحاجة الى جنود يتفهمون وضع الدولة الآن ويقومون على خدمة هذه القضايا بل ويكونون أقلاما لتوصيل الرسالة الاعلامية الى الشعب، فالمسرح أو الوسائل الإعلامية الاخرى هي نقطة وصل بين كتلتي السلطة الحكومية وسلطة الشعب.
ومن هــــنا ندعو أهل المسرح والفن وكتابه لأن يتقدموا الصفوف، معلنين عن بدء معركتهم الفنية الــــتي ستكشف للشعب عن الكثير، فالفنان انــــسان غير عادي، ولن يبخل هؤلاء الفنانون على بلدهم بهذا الجهد الشاق في هذه المرحلة التي تتطلب منهم مد يد قوية باتجــاه المسرح والجمهور، وليكن لقاؤنا في أول أيام عيد الفطر المبارك، ويكــــون دعوة وبداية صحوة جديدة ثقافية لدولتنا الحبيبة الكويت.