نورا هي بطلة مسرحية «بيت الدمية» للكاتب النرويجي هنريك ابسن الذي كتبها في عام 1879، ومنذ ذلك الوقت أصبحت نورا مثالا للمرأة الرافضة لكبت الحريات، أو أن تكون المرأة مجرد دمية.
تبدأ المسرحية أحداثها بامرأة تدعى نورا متزوجة من تورفالد هيلمر والذي يضع كل مسؤولية البيت على عاتقها، ويرسم الكاتب هنريك ابسن شخصية نورا بالمرأة القوية التي تسعى من أجل نيل الحرية والمساواة بين الرجل والمرأة، كما لو أنه يصف من خلالها واقع مجتمعه في ذلك الوقت، حتى أصبحت نورا صفعة بوجه زوجها، وذاع صيتها في جميع أرجاء الدول الأوروبية في ذلك الوقت، بأنها المرأة القوية الشخصية التي تكافح من أجل الاستقلال والحرية والمساواة بين المرأة والرجل، ورغم أخطائها التي ارتكبتها من أجل نيل حريتها، لكنها في نهاية أحداث المسرحية قالت «لا» لكل من يفكر في أن المرأة مجرد دمية.
تلك هي نورا التي نفتقد وجودها اليوم ضمن القرارات التي نقرأها على مدار اليوم ضد المرأة، وللأسف أصبحت المرأة في هذا العصر عدو المرأة الأول وليس الرجل، نورا بدأت كفاحها من أجل الحرية والمساواة بين المرأة والرجل رغم أن من كتب قصتها ورسم شخصيتها هو رجل «هنريك ابسن»، وهو طريق بدأ منذ زمن بعيد لم تكن بدايته مع ابسن بل مع الكثيرين ممن ينادون بالمساواة بين الرجل والمرأة، واليوم في زمن الحريات كما يدعي الكثيرون، أعتقد أننا قتلنا نورا وقتلنا كل من كافح للمساواة بين الرجل والمرأة.
وهناك الكثير من الأدلة والبراهين على ذلك، منها على سبيل المثال لا للحصر: أولا أن حرية المرأة ليست مجرد الجلوس على الكراسي الوزارية ودخول البرلمان، أو إعطاء حق السكن للمطلقة والأرملة بينما غير المتزوجة ليس لها مأوى. ثانيا ليست المساواة في وصول المرأة لأعلى المناصب العلمية والعملية وفي الوجه الآخر لا يسمح لها بأن تغادر للتعليم مع زوجها على نفقة الدولة، فالدولة تكفل معيشتها هي فقط دون زوجها حتى لو كان على حساب انهيار الأسرة، مع العلم بأن الرجل إذا رغب في السفر للتعليم يحق له اصطحاب زوجته على نفقة الدولة، فمن المضحك أن نجد أسماء من النساء تضيء سماء الكويت بنجاحها وتفوقها وفي المقابل نجد أن البعض إلى الآن يفكرون هل يسمح للمرأة بأن تمارس الرياضة أو غير ذلك من الأمور الهامشية؟ ولا أعلم إلى الآن من هو قاتل نورا؟ وإن لم تكن قد قتلت فأين هي من هذا الكبت وسلب الحريات؟
كلمة وما تنرد:
إلى لجنة حقوق الإنسان في مجلس الأمة نذكرهم بالمادة 7 من الدستور: «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع، والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين»، والله من وراء القصد.
[email protected]