امس الاول كان أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله على أمة المسلمين بالخير والحب، ونخص الحجاج ونقول لهم: «حج مبرور وذنب مغفور بإذن الله وعودة مباركة وسالمة لبلادكم إن شاء الله».
بعد التهاني وذبح الأضاحي نقف لنعرض سؤالا وجهه لي كثيرون وخاصة شقيقتي «أم عبدالرحمن»: لماذا لا يكتب عن الحب؟ وللأسف لم أجد لها إجابة، فذهبت وبحثت في الكتب وفي الأشعار عن معنى الحب، وما وجدته من معان ومفردات يتلخص في كلمة واحدة وهي «الأم»، فالحب عطاء دون مقابل والأم هي أكثر إنسان يعطي من القلب ولا ينتظر مردود ذلك العطاء من أبنائها، والحب أيضا هو الوفاء والإخلاص ولا أعتقد أن هناك أوفى من الأم في إخلاصها وحبها لأولادها حتى إذا كانت قاسية في معاملتها معهم أو أهملت ولو بعض الشيء في تربيتهم ولكن إذا أصاب هؤلاء الأولاد أي مكروه لا نجد أمامنا من يحترق عليهم إلا الأم، فحب الأم لأبنائها كتب عليه الخلود في الحياة والممات، وما يؤكد ذلك، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، وهذا ما يؤكد أن حب الأم لأولادها خالد حتى إذا فارق الطرف الآخر الحياة فإذا مات أحد أبنائها جلست الأم تدعو بالغفران والرحمة له، ذلك هو الحب الذي نلهث جميعنا وراءه وهو الخلود.
هذا ما شعرت به عندما قرأت وبحثت، حيث وجدت أن الأم بعد الله عز وجل ورسولنا الكريم هي الحب الخالد الذي ينبض مع الإنسان إلى أن يفارق دنياه، سنوات على فراق والدتي رحمها الله وحبها إلى الآن ينبض في خفقات قلبي وذكراها لا تبتعد عن خيالي وعقلي واسمها على الدوم يتردد في دعوتي إليها ما أجمل ذلك الحب وأسمى ذكراه، وذلك الشعور أجده لدى كثير من الأمهات اللاتي فقدن أحدا من أولادهن فنجدهن دائما في ذكراهم والدعوة من الله عز وجل بالغفران لهم، ذلك الحب الذي لا يحتوي على رغبة أو سلطة أو مصلحة شخصية، ولكن ذلك الحب يحتويه الدفء في المشاعر ويولد الإخلاص بين الطرفين، وهنا عندما شعرت بذرات ذلك الحب عرفت لماذا لا يكتب الكثير من الكتّاب عن الحب.
كلمة وما تنرد: يقول الحديث القـــدسي «يابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها، فاعمل صالحا نكرمك من أجله».
[email protected]