نرمين الحوطي
حتى هذا الشعور الجميل اصبح محلك سر، اصبح البرود موجودا بل تجمد في المشاعر، لا اقصد هنا الحب بين الرجل والمرأة بل اقصد الحب بين الاب واولاده، بين الام وبناتها، بين الاخوات، بين المدير والموظفين، بين الجار وجاره اصبح الخوف والحسد هما السائدين في مجتمعنا ويملأن الاجواء، ليس فقط في بلادنا بل في العالم كله حيث باتت تسوده موجة باردة نتج عنها الخوف والحسد والحقد والكراهية، وهذا يذكرني بأسطورة في المسرح درستها والان ادرسها وهي اسطورة «بندورة» واتناول لكم هذه الاسطورة بعيدا عن تفاصيلها، كانت «بندورة» امرأة جميلة في عالم جميل يسوده الخير والسعادة والحب وكانت تمتلك صندوقا جميلا بين كل الخيرات التي تمتلكها، كانت تقدر ان تستخدم كل ما عندها ما عدا هذا الصندوق وفي يوم قامت بفتحه واذا بكل الشر والحقد والتعاسة يخرج من هذا الصندوق، وها نحن يحدث لنا مثل فتح بندورة للصندوق واقصد هنا الصندوق وهو البحث عن المتاعب، فمن منا راضي بما قسم له الله تعالى من خير؟ لا احد، فقلما نجد من يرضى، فمثلنا مثل بندورة لم ترض بالخير الذي امدها الله به بل ان طمعها جعلها تفتح الصندوق، وها نحن كل منا يوجد عنده صندوق داخل تكوينه او ما يحيط به، فالمسؤول طمعه لا يريد للموظفين الترقي والتقدم ليبقى هو الاول ولا احد يأخذ منه الكرسي، والام ايضا يوجد عندها صندوق وهو التفاتها نحو اغراض بعيدة عن تربية اطفالها «غيرتها على زوجها، زينتها، جلوسها مع الاصدقاء لمعرفة الاخبار.. الخ»، متناسية بيتها واولادها فتكون نتيجة ذلك ان الاولاد يفقدون عنصر الحب والعطاء ويغرس فيهم الطمع والحقد ومن ثم ينتج جيل جديد من الاحقاد ، اما الأب فيتشاغل بعمله وكيف يكثّر نقوده وينمي ثروته، وينسى بيته ليساعد الام في زراعة الحقد والطمع في اولاده..الخ كل هذا سوف ينتج لنا مجتمعا لا يعرف كيف يحب ويعطي وطنه وهذا المهم فمن غير حب لا يوجد وطن، واقصد هنا الحب والانتماء، والانتماء لا يأتي من غير الحب، حب الارض اي الوطن.
قارئي العزيز عندما استحضرت اسطورة «بندورة» كانت مثالا لكل فرد لنا اذ لابد علينا ان نتصف بالقناعة، ان نشكر الله ونحمده على النعم التي انعم الله علينا بها ولا تقل لي: ما هي النعم؟ فالنعم كثيرة اولاها حرية الرأي التي نحن نمتلكها وهذا باعتقادي اهم شيء فكثير من البلدان والشعوب لا يمتلكون حرية الرأي واذا تحدثوا كان الهلاك منتظرهم اننا نملك فرصة لاصلاح كل الفساد من خلال الحب والعطاء وعدم النظر للآخرين بما يمتلكونه او كيف امتلكوه علينا محاربتهم اذا امتلكوه بطرق غير مشروعة، علينا ان نبني ولا نهدم ولا نعيد ماضي لا فائدة لنا به، فعند استحضار الماضي للاسف لا نأخذ منهم الا المساوئ اما الفائدة فمحلك سر، كل هذا لا يحدث الا عن طريق الحب، صحيح ان الكلمات بسيطة ولكن مغزاها قوي وبناء فهي كلمة من حرفين فالحاء تعني الحياة والباء تعني البداية، فيا ليتنا نبدأ بالحب لكي نصل لمستقبل باهر.