50 عاما مضت على استقلال الكويت الحبيبة، وها نحن بصدد التجهيز للاحتفال واستقبال هذه المناسبة بالفرح والحب والبهجة، وبالفعل بدأت أفراح الشعب الكويتي وانطلقت احتفالاتنا وأعيادنا مبكرا مع الإعلان عن المكرمة الأميرية من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لأهل الكويت، ولا يسعنا إلا أن ندعو لسموه بدوام الصحة والعافية، وأن نعاهده على العمل والتفاني لما فيه خير الكويت.
وعلينا أن نعتبر الذكرى الخمسين للاستقلال نقطة البداية للسلطتين التنفيذية والتشريعية والشعب الكويتي في بدء سلسلة من التطوير والبناء في الكويت، لا نريد التحدث في الماضي ولا نريد أن نناقش سلبيات حدثت سابقا، بل نريد أن نعمل بجد على إنجاز التطوير ونبدأ مرحلة جديدة نعاهد أنفسنا خلالها أن نعمل فقط من أجل هذا الوطن الذي طالما أعطانا الكثير.
المكرمة الأميرية لا يجب أن نحصرها في قيمتها المادية فقط، بل هي رسالة واضحة من والدنا صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لشعبه، يظهر فحواها في التحام والدنا صاحب السمو مع شعبه وإلمامه بمعاناتهم وظروفهم المعيشية، فكما قام سموه بمد يده بالخير للمساهمة في رفع المعاناة عنا، وإدخال البهجة إلى بيوتنا، لابد علينا كشعب أن نعمل على البناء للكويت ونحافظ على وحدتنا الوطنية ونعمل من أجل رفعة وطننا الغالي.
الكويت بعد مرور 50 عاما على استقلالها وتثبيت أقدامها على خارطة العالم، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو التعليمي أو الثقافي أو غيرها من المجالات، تحتاج منا أن نقوم بتطويرها لتساير ركب التقدم في كل أنحاء العالم، ولنبدأ من أنفسنا بالاقتداء بالتاريخ المشرف لمن سبقونا في كفاحهم ونضالهم في كل المجالات ونحذوا حذوهم ونطور ما قدموه كي نثبت أقدامنا على خارطة العالم ويبقى اسم الكويت ثابتا منيرا شعلة في تاريخ الدول والعالم.
لنبدأ في التطوير والإصلاح بأنفسنا، ولا ننتظر الأمر من مسؤولينا المباشرين في العمل، فالهرم عندما شيد في الحضارة الفرعونية قام الفراعنة ببنائه من الأسفـــــــل إلى الأعلى وهذا هو البناء الصحيح لذلك بقيـــــت الأهـــــرامات راسخة عبر الأزمنة والعصور رمزا للحضارة والشموخ، ولكي نبني وطنا ومجتمعا قويا باقيا لابد أن تكون البنية التحتية قوية متينة، فنحن الموظفين والــــعاملين الذين نجلس على الكراسي نعد جزءا من البنية التـــــحتية التي لابد أن نبذل قصارى جهدنا على التطوير والتعليم لكي نقدر أن نثبت ونرسخ بناء الكويت ونقوم على تطويرها.
وعلينا ألا ننسي دور الأسر التي لابد أن تعمل على التربية الصحيحة وتدعم أولادها في التعليم والتفوق وترسخ حب الوطن واسم الكويت وتاريخها في قلوب أطفالها، فالأساس الصحيح هو قلب المجتمع الكويتي، والوحدة الوطنية هي وحدة الكويت.
كلمة وما تنرد: تنص المادة 9 من الدستور على: «الأسرة أساس المجتمع، قوامها الدين والأخلاق وحب الوطن، يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها ويحمي في ظلها الأمومة والطفولة».
[email protected]