نرمين الحوطي
نحن الآن نعيش مرحلة العبث، والعبث يعني عند اهل المسرح «مسرح اللامعقول» وهذا هو المصطلح الحقيقي الذي نقدر ان نطلقه على ما نعيشه في الآونة الاخيرة، نحن نعيش في دائرة مغلقة دون هدف، الهدف الوحيد لنا هو المصالح الشخصية، حب الذات والمصلحة الفردية، كلنا نعلم مقدار الفساد ونقدر على اصلاحه، ولكن لا نقوم بهذا إلا إذا كان الهدف شخصيا، الكل عنده كروت لهذه المشاكل لا يظهرها إلا عندما يريد ان يعلو صوته ويجمل من شكله ويلمع من اسمه، من منا لا يعلم مشكلة الكهرباء او التعليم أو الثقافة أو الجنسية أو الداخلية، كلها مشكلات متواجدة من قبل وليست مستحدثة، ولكن السؤال لماذا يا صوت الأمة لم تتحدث الى الآن؟ أين كنت من قبل؟! رفقا بنا وبجيل المستقبل، اننا نرى مستقبلا مظلما، نحن نعيش اياما مباركة حرم الله فيها القتال، وانتم ايها السلطة التشريعية تسنون سيوفكم على المجلس الوزاري، اعطوا الحكومة فرصة، ان الله عز وجل خلق الكون في سبعة ايام، فتمهلوا في حكمكم وقراراتكم، اين كنتم من اشهر؟! لا تقولوا لا نعرف، بل تعلمون كل شيء، ولديكم أوراق تحتفظون بها عند الضرورة للانتقام من المشتكى عليه، وليس الخطأ فقط على الجانب الشعبي، بل ينطبق على الجانب الحكومي ايضا، فنجد البعض من الوزراء عندما يتولون مقاليد الحكم يغيرون كل ما فعله من كان قبلهم، والسؤال لماذا جعلتمونا نكره قراءة الصحف او متابعة الاخبار؟ لماذا جعلتمونا ننسى الضحكة؟ اين اهل الكويت؟
قارئي العزيز، ان الكويت بلد جميل اتصف بالحرية والديموقراطية، كل العالم يستغرب من وجود هذه الحرية في بلادنا دون وجود احزاب، ولكن للأسف الآن توجد احزاب غير معلنة تضرب الوحدة الوطنية، فعندما قمت بتشبيه هذه المرحلة بمسرح العبث كنت صائبة في تشبيهي، حيث ان شباب الكويت لا يرضى ما يحدث لوطننا العزيز الغالي، اين احترام اولي الأمر الذي امرنا الله ورسوله به؟ اين احترام الصغير قبل الكبير؟ اين الرحمة فيما بيننا؟ اين الامانة والصدق؟ اين حب الوطن؟ كل هذا اصبح في العد التنازلي، الكل يضرب الآخر ليزيد رصيده المادي والاعلامي، إلهي في شهرك الكريم الذي يجمع كل المسلمين، ابعد عنا الحسد والحقد، وازرع في قلوبنا الرحمة والكرامة والاخلاص.
ان الكويت تريد العطاء لتقدر ان تعطي، اذا وجد فساد فتكلموا ولكن بهدوء وايضاح دون جعجعة وفضائح، هل تظنون انه عندما تقومون بهذا تصلحون؟ لا والله، السؤال يطرح نفسه، لماذا تتكلمون الآن وانتم تعلمون هذا من قبل؟ انكم عندما تشهرون فهو تشهير لكم ولوطننا العزيز، نريد لحظة هدوء، عفوا لحظات هدوء، لكي نقدر على ان نفكر ونعطي ليس لنا فقط بل للأجيال القادمة أيضا.