يعلم الله وحده مدى حبي لأرض الكنانة مصر، وبقدر هذا الحب فإن الألم يعتصر قلبي، ويسيطر على كياني، ويذهب بعقلي بسبب ما يحدث فيها هذه الأيام، وبقدر هذا الحب شاءت قدرة العلي القدير أن أعيش هذه الأحداث وأنا على أرضها الطيبة، لتزيد مشاهد الدمار حزني وألمي، دفعني حبي لها للاستمرار بين أهلها، راجية من الله أن يعيد لها بريقها وجمالها ويحفظها من كل مكروه، وقد جاءتني رسالة من الكويت بعثت بها إلي شقيقتي نسرين الحوطي لتواسيني في حزني وتواسي نفسها على ما يحدث في بلدنا الثاني، ولم أجد أفضل من هذه الرسالة لتكون هي مقال اليوم، وهاهي الرسالة كما بعثتها نسرين:
رسالة من قلب كويتية إلى قلب كل مصري:
الله يحميك يا مصر.. قولوا آمين.
أستحلفكم بالله يا مصريين.. حافظوا على الأمانة التي وهبها الله لكم.
كويتية، لكني حزينة.. أصل مصر بلد الأنبياء والعطاء.
وأنتم يا مصريون، بالمدارس علمتونا، وفي الملاعب دربتونا، وبالمستشفيات عالجتونا.
ولما صدام غدر بينا، أنتم بأولادكم فديتونا.
زرعتم فينا كل ما يحتاجه القلب والعقل والروح والجسد.
وامتد عزاء الحسين، وامتد عزاء الحسينيات، لأن القاهرة الفاطمية حزينة، لأنها رأت قابيل كيف يقتل هابيل، ومصر تحترق.
تاريخي وتاريخك يُسرق.. دموع أمواتنا هزت أقدامنا لتصرخ قائلة: مصر تحترق.
كويتية، ولها أم من أرضكم الطيبة، وشربت من نيلكم العذب، وبحبكم لأنكم أنتم مصر.
والله، ثم والله، مثل ما بأبوس تراب الكويت أبوس ترابك يا أرض المحروسة، وبإذن الله ستبقين محروسة.
كويتية، تحبك، لكنها حزينة، وتدعو رب العالمين أن يحفظك لتبقين قبلة الراغبين في الأمن من كل بقاع العالم، وكما قال عز وجل في كتابه: (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين).
كلمة وما تنرد: بعد انتهاء الرسالة، لا أملك إلا أن أكررها كثيرا في نفسي، وأدعو الله أن يحفظ مصر ويهيئ لها الخير والأمن والرخاء.
[email protected]