نرمين الحوطي
عبدالعزيز حسين، اسم خلد في سماء الكويت وسماء العالم، ونجم سطع ولايزال ساطعا في سماء الثقافة والسياسة، كان الأستاذ عبدالعزيز حسين مديرا للبعثات في القاهرة، ثم مديرا لمعارف التربية في الكويت، ومندوب الكويت في المحافل الدولية، وسفيرا في القاهرة، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء على مدار دورتين، وكان الأستاذ عبدالعزيز حسين من الكويتيين النشطين، وكانت له علاقات وصلات دولية، شارك أيضا في تأسيس مجلة البعثة التي تصدر من مكتب البعثات في القاهرة، ولا نعلم ما مصير هذه المجلة الآن، كما ساهم في تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
كل هذا مر في شريط الذكريات عندما كنت في مسرح عبدالعزيز حسين وأنا أتلمس كل شيء في هذا المكان، إن من يزور المكان سيشعر بهدوء النفس والطمأنينة اللذين كانا يمتاز بهما الأستاذ عبدالعزيز حسين، حيث كان يمتاز - رحمه الله - بامتصاص غضب الآخرين واحترام الصغير قبل الكبير، وهذا ما شعرت به وأنا في مكان يحمل اسمه، كنت أتمنى ان أعرفه عن قرب ولكن لم يحالفني الحظ، ولكن ما كتب عنه في تاريخ الكويت جعلني أتعلم منه الكثير، جعلني أحب مساعدة الآخرين واحترامهم، وما شد انتباهي أكثر في شخصيته حبه وانتماؤه لوطنه وشعبه، حيث كان يأخذ بأيدي موظفيه ويقوم بتدريبهم على تحمل المسؤولية وحب الوطن، بل كان يعقد لهم اجتماعات أسبوعية يناقشهم فيها فيما قاموا به في الأسبوع السابق ويكلفهم بعمل الأسبوع اللاحق، وإذا أخطأ موظف لا يغضب منه، بل يدله على خطئه ويعلمه ويدربه لعدم الخطأ مرة ثانية، هذا كله جعلني أعرف أن الكرسي لا يدوم، بل سمعة الإنسان هي التي تبقى عالقة في الأذهان.
أغمضت عيني بعد هذه القراءة وتخيلت الأستاذ عبدالعزيز حسين - رحمه الله - آتيا إليّ كفارس على جواده يحمل سيف الحق ويقطع كل رقبة تفكر في تدمير بلادنا الكويت، بل وجدته يقوم بعدته ويدرب شبابنا على الحب والتعاون وحب المعرفة والعطاء، حتى أصبح لدينا درع تحمي الوطن من كل من يحمل لها سوءاً.
وفجأة استيقظت من حلمي، وإذ بي أبكي على حالي وحال دولتي مما يغمرها من جشع وكراهية بين أبناء مجتمعنا، وبكيت أكثر على أستاذي وعلى تفانيه من أجل بلاده وتلامذته، إننا الآن نهدم كل ما بناه، رحمة الله عليك وعلى كل من يعمل مثلك للصالح العام، إن الكويت تريد اكثر من شخص مثل الأستاذ عبدالعزيز حسين ولكن؟!
آه من كلمة لكن، كأنها خنجر في قلب كل كويتي ينزف دما على حالها وحال ما يدور بها، إليك ثم إليك!! يا وطني الحبيب.. إليك ثم إليك! يا من ترعرعت في خيرك.. إليك ثم إليك! لا تغضب فأنا مقيدة اليدين!! إليك ثم إليك.. يا كويت سامحيني فأنت على الدوام تعطين ولا تنتظرين المقابل فاصبري فما بعد الضيق الا الفرج.