نرمين الحوطي
غدا يتحدد مصير المجتمع من خلال كلمته على مدار اسبوعين ونحن نسمع ونقرأ طرح الثقة او عدمه، القضية هنا ليست شخصية، بل مصيرية كمجتمع متحضر ينادي بالمساواة والحرية والديموقراطية، مجتمع يريد كلمة واحدة وهي كلمة الحق وهي كلمة صعب على الانسان تحقيقها، ولكنه دائما يسعى لتحقيقها والنيل منها، إننا عندما انتخبنا اعضاء مجلس الامة اعطينا لهم الثقة لحماية حقوقنا الدستورية والقانونية من خلال اصواتنا، واصواتنا هذه ما هي إلا أجراس تدق في عالم الحريات، فنحن لا نتحدث عن شخص، بل نتكلم عن مصير مجتمع بأكمله، مجتمع يحلم بأن يسود فيه القانون والعدل، والمضحك والغريب في الامر والذي لاحظناه خلال هذه الفترة ان البعض حولوا القضية الى منبر للمناداة بحرية المرأة وان ما يحدث في الآونة الاخيرة ما هو إلا محاربة للمرأة وكبت لحريتها، للأسف القضية ليس لها هذه الابعاد، لأن المرأة الى الآن والحمد لله تمسك بزمام الامور واقصد هنا حريتها والوقوف بجانب الرجل في الحياة العملية، ان حرية المرأة لا تقف عند المناصب وعذرا الى البعض الذي يضع هذه القضية في كفة وقضية المجتمع في كفة، ان حرية المرأة لا تنبع من الكراسي والمناصب، بل تأتي من المواقف، من منا ينسى السيدة خديجة رضي الله عنها والخنساء وخولة بنت الأزور وغيرهن كثيرات في تاريخ وامجاد الدين الاسلامي، نساء عملن بل وتركن بصمات في تاريخ الحضارة الاسلامية ولم تكن احداهن ذات منصب او كرسي ولكن كانت بجانب الرجل لإعلاء كلمة الله والدين الاسلامي ونشر الحق والعدل، اين هذا الزمن الجميل؟
قارئي العزيز ان الخطيئة والخطأ لا يفرقان بين رجل وامرأة في ديننا الاسلامي، وتأكيدا على كلماتي من منا لا يعرف حديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عندما قال: «انما اهلك الذين قبلكم انهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف اقاموا عليه الحد، وايم الله لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»، صدق رسول الله عليه افضل السلام، فما بالنا اذا كانت القضية هتك عرض لأطفالنا في مدارسهم التي من المفترض ان تكون منارة لتعليم المثل والقيم لا لهتك الاعراض، عذرا على هذه السطور والكلمات، ولكني اكتب هذه العبارات من خلال مشاعر مرآة احساس أم، مع ان بعض الآخرين للأسف استخدموا القضية للمصالح الشخصية والدعاية والاعلان، والشعارات هي اخفاء صورة المرأة، رفقا بنا يا أصحاب هذه الاصوات، وكفوا عن هذه الشعارات والفقاعات التي ليس لها اي صحة إلا في عقولكم واجتماعاتكم وحواراتكم، ابتعدوا عن القضية لا تجعلوها تأخذ محورا آخر، حان الوقت لأن نضع القضية في عين الاعتبار ووضع حل فاصل لها، اقتربنا من عشرين عاما والمشكلة الى الآن قائمة وهي الوزارتان والتي لا يقدر اي فرد على تحمل مشكلاتهما ومطالبهما بمفرده، وتعليمنا اصبح في تدهور الى الاسفل وعدم مقدرتنا على مواكبة العصر والرقي بمدارسنا وجامعتنا، فقط نسمع عن مبان واتفاقات ولجان ولكن السؤال هنا اين النتائج؟ عشرون عاما مرت ولا توجد اي بشائر خير لأي نتيجة من هذه اللجان، فقط اهدار للمال العام والصالح العام ايضا، واين التعليم؟ انه في خبر كان، نحن نواجه كارثة وحلها الوحيد اذن الفصل بينهما، فالمشكلة هنا والحمد لله ملموسة لدى اي فرد في المجتمع وهي ان المشكلة لا تقتصر فقط على وزير، بل المشكلة هي اعباء هاتين الوزارتين، وهنا حلمي أن تشرق الشمس غدا وتفصل الوزارتان لوضع حل لكل هذه المشكلات، وكفانا شعارات.