نرمين الحوطي
قالوا في الامثال: «العقل السليم في الجسم السليم»، ومن هذ المقولة المنطقية والعلمية في ذات الوقت اتساءل: اين نحن في الكويت من تحقيق هذا المثل؟ وستكون الاجابة من خلال هذه الكلمات التي اثقلت كاهلي.
«العقل السليم في الجسم السليم»، لقد تأمل الكثيرون حتى اخرجوا للبشرية هذا المثل، الجسم السليم، لمن يكون هذا الجسم وكيف نحصل على نتائجه؟ هل فكر اولو الامر في الكويت في هذه القضية؟ انها حقا قضية جديرة بالدراسة والتأمل والتحليل، لانها اولا واخيرا تمس نشئا لم يكن سوى فلذات أكبادنا الصاعدين الذين ليس بأيديهم شيء سوى ما نوفره لهم، هذا النشء الذي له حق تهيئة مناخ صحي بجانب التعليم المنهجي السليم لن يطالبنا بشيء لانه اضعف من ان يعي طريقه ما لم نبصره نحن القائمين على رعايته من جميع الجوانب حتى نصل به ومعه الى نهاية المرحلة، تحقيقا لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ): «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، والرعية هنا في هذا المقام والتي اريد ان اركز عليها هي الاطفال بنين وبنات، النشء الذي تحملنا جميعا مسؤولية تربيته الشاملة، وبداية ذلك الطريق هو الرياضة التي تشمل تكوين الجسم حتى يشب سليما معافى كي يمكنه من ان يحمل عقلا تنعكس عليه تلك السلامة ويكون مركز اشعاع لابداعات متعددة يتولد عنها مستقبل مطمئن يمكنه من ان يتحمل مسؤولية القيادة، لانه اولا واخيرا اساس المجتمع وهو أمله الذي ننشده جميعا لكي يستطيع ان يبني البناء الحضاري النابع من عقل مستنير تربى على الرياضة منذ الصغر فشب محبا لكل ما هو مفيد.
اعود للسؤال مرة اخرى بعد ان اوضحت معطيات تلك القضية وألقيت بعضا من الضوء على نتائجها، اقول اين نحن في الكويت من تحقيق الرياضة لاطفالنا؟ اولا في المرحلة الدراسية الاولى لان ذلك هو الاساس السليم لبث هذا النشاط في هذا المجتمع الصغير الذي لن يستمر كذلك، وهذا منطق مقبول، هل حققت الدولة ووفرت ذلك النشاط لكل هذا الجيل؟!
والاجابة ان ذلك وان تحقق فبنسبة ضئيلة مع وفرة الاعمادات المالية، وللاسفة سنجد ان الاهتمام الاكثر ينصب على الحفلات والمناسبات، اي اننا نقوم بتربية جيل كامل على الرقص والانغام، وانا لست ضد هذا لأن الموسيقى غذاء للروح ولكن اين غذاء الجسم، ولماذا هذا القصور؟ اعود وأجيب: لان التخطيط لم يكن مدروسا علميا وعمليا، نريد اعادة النظر في تلك القضية فالوقت لا يحتمل التأخير، نريد ابناءنا الصغار في المستقبل القريب شبابا ملؤه القوة والفكر النابع من عقل سليم، نريد لكويتنا رجالا تشبعوا بتنشئة سليمة اساسها الرياضة كل في مجاله لان ذلك سيجعل علم الكويت مرفوعا في جميع المحافل الدولية مشارا اليه من اجناس متعددة، هذا علم الكويت صاحبة الشباب والرجال الاقوياء بدنيا وعقليا، ان هذه ثروة يمكن ان تقي البلاد من شر حاسد اذا حسد، نريد للكويت مكانا مرموقا بين دول العالم وهذا لن يتأتى بالمال وحده، بل بالرجال، الرجال الاقوياء، فكم من بلد فقير جدا اثبت وجوده من خلال الدورات الرياضية على مستوى العالم، وما الاولمبياد عنا ببعيد، ونحن نملك من الوسائل ما يمكننا من ان نثبت وجودنا اذا ما احسنا التخطيط منذ البداية، وما هذه البداية الا النشء الصغير الذي يتكون في سنوات قليلة لكي يتحول الى ابطال، في كل شيء، العلم والفن والرياضة، وما دام العقل سليما فسيقود هذا العقل صاحبه الى الامام والى العلا.
والى هذا الحد اكون قد تساءلت، وأكون قد ضمنت كلماتي الاجابة التي تؤرق كل غيور محب لوطنه.