نرمين الحوطي
مادة (36) من دستور الكويت تنص على ان: «حرية الرأي والبحث العلمي مكفولة، ولكل انسان حق التعبير عن رأيه ونشره بالقول أو الكتابة أو غيرهما، وذلك وفقا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون».
ما أجمل دستور الكويت ودولة الكويت، فبلادي اعطتني حرية الكلمة وحرية التعبير دون أي قيود أو حواجز، ولكن ما أستغربه من بعض الناس هو رفضهم لهذه الحرية، ولا أعلم الأسباب! وهذا ليس بموضوعنا، ولكن موضوعنا هو كيفية الحفاظ على هذه الحرية، فعند قراءة نص المادة نجد في معانيها الاعتماد الكلي على أساس واحد وهو احترام القانون، والمقصود هنا احترام هذه الحرية وعدم استخدامها للنقد الشخصي أو التجريح سواء كان نقدا سياسيا أو اجتماعيا أو اقتصاديا.
والسؤال هنا، لماذا تحولت بعض الكتابات أو الموضوعات الى تصفية حسابات أو اتباع كتل سياسية معينة؟ لماذا كل هذه الصراعات؟ ان الدولة أعطت لك حرية الكتابة مع الحفاظ على احترام الكلمة المكتوبة، وهنا أقصد ما نوهت اليه من عدم التجريح والابتعاد عن النقد الشخصي، لماذا لا نقوم بتناول القضية وطرحها دون المساس بالآخرين؟ فعندما تقوم بالكتابة على هذا الأساس ستصل الكلمة واضحة دون تجريح ودون تحيز، بل وسيثرى الموضوع ايضا من خلال طرح القضية المتناولة بصوت هادئ لا يحمل شعارات صارخة تشبه الفقاعات الهوائية التي تظهر للحظات دون ان تترك أي أثر.
اننا في هذه الآونة نحتاج الى الهدوء في جميع المجالات، ليس فقط فيما يُكتب، بل أيضا في حياتنا اليومية، ان صدى هذه الكتابات ما هو الا صدى يدق داخل الانسان فيجعله دائما في حالة من الانزعاج والضجر، بل تجعله لا يقدر على ان يفكر في المستقبل، فلماذا كل هذه الصراعات والشعارات؟ لابد علينا ان نحترم ما نكتب، وان نحترم معنى الكلمات المقدمة للقارئ، ان الكلمات التي تقدم للانسان من خلال قراءته ما هي الا عيون خارجية له، يقرأ من خلالهما ما يدور فيما حوله، فلنجعل هذه العيون جميلة لتكون نورا يرى الانسان من خلاله الحقيقة دون تزييف أو رتوش، دون ضغط عليه، تريه ما هو الصح وما هو الخطأ، فلنجعلها كلمات تبين له الطريق وعليه الاختيار دون ضغط أو اكراه.