نرمين الحوطي
لاشك في أن الإعلام في أي بلد متحضر يشكل ركيزة التنمية بأشكالها المتعددة التي تكون في النهاية القيمة الحقيقية لذلك البلد، والإعلاميون هم رواد حركة طليعية تؤدي الى تواجد حضاري وسط زحام متغيرات لمفردات متجددة كل ساعة في عمر البلاد، ومادام الأمر كذلك، فهل الإعلاميون في عالمنا الثالث عامة وفي الكويت خاصة تبوأوا مكانتهم الاجتماعية التي تؤهلهم لعطاء مبدع يجعل هذا البلد في مصاف الدول المتقدمة؟
المفروض ان يكون الإعلاميون كذلك، لأن النهضة الإعلامية التي نشاهدها من تعدد الجرائد وتعدد القنوات الفضائية تعطي الإعلام حرية الاختيار من حيث المكان والمادة والنهج الذي يريد اتباعه، ولكن السؤال هنا وهو الأهم، هل الإعلاميون أعطوا حق الكويت من انتاج ايجابي؟ والإجابة لا، فللأسف بعض الإعلاميين اختاروا طريقا ونهجا لإعدام الذاتية الكويتية، بل اصبحوا أقلاما وأبواقا تهدم من حضارة وتقدم الكويت، الى متى ونحن نعيـــش في صراع إعلامي يعكس صورة غير محببة للكويت؟ فنحن الآن نعيش عصر الفضائيات، والســــؤال هنــــا: لمــــاذا ننشر على صفحاتنا وقنواتنا فضائح ليس لها معنى؟ فنحن الآن نحتاج الى التماسك لا الى التفرقة، نحتاج الى هدوء نفسي لكي نستطيع ان نسمو بدولتنا الحبيبة، نداء الى كـــــل إعلامي، رفقا بالكويت وأهل الكويت، نـــــحن شعب نريد ان نعمل وننجز، شعب يسعى الى الفرحة، بل يبحث عنها.
هذه السطور أتت من غيرتي على دولتي، فبالأمس القريب كنت أشاهد على شاشة احدى القنوات برنامجا إعلاميا، واذ بي اجد شخصية اعلامية تنشر فضائح الشعب الكويتي، وهنا اوجه له السؤال لماذا؟ ألا تعتقد ان البلاد المجاورة يوجد بها نفس المشاكل؟ فنحن لسنا العملة الشاذة أو الطفرة، استاذي، في كل بلد يوجد السيئ والجيد، فلماذا فقط ننشر السيئ؟ الى متى نرى الكويت بعين الحزن والفضائح؟ الى متى؟ ان الكويت في هذه الآونة تريد الأمل والفرح لكي تقدر ان تبني ما هدم من قبل، والسؤال هنا: من اليد التي تقف وراء هؤلاء؟ ومن خلال هذه السطور أناشد كل الإعلاميين، لابد من وقفة تأمل لما يقدمونه من مواد اعلامية، فالكلمة هي الأصل، والكلمة هي الوجود، وهي الاستمرار، وهي البداية، وهي النهاية، فالإعلام هو السلاح القادر على احياء الماضي ورفعة الحاضر، وضمان البقاء للمستقبل المنشود، فالإعلام يشكل وجدان المجتمع أمام العالم.