نرمين الحوطي
عيد الاسرة هو ذكرى تقام كل عام في الحادي والعشرين من شهر مارس، ولكن السؤال هنا: ماذا تعني الاسرة؟
هل هي فقط مناسبة يتم فيها تبادل الهدايا والتذكير بأنه يوجد اسرة من خلال الاحتفالات سواء المقامة في البيوت أو في المدرسة، وهنا يتضح لنا ان الاجابة ناقصة، حيث ان الاسرة تعني الانتماء، والانتماء كلمة لها دلالات كثيرة ومعان عميقة، فالانتماء لا يقتصر فقط على البيئة الداخلية وأعني هنا المحيط الاسري، ولكن هناك ايضا الانتماء للوطن، فكيف يعطي الانسان ويسعى الى الانتماء اذا لم يكن لديه انتماء للوطن، واسهل معاني الانتماء هو الحب والاخلاص، وللاسف الشديد هذه الكلمات اصبحت نادرة في مجتمعاتنا في الآونة الاخيرة، فأصبحت المصالح الشخصية تطغى على معاني الحب والاخلاص.
ومن هذه السطور أبعث ببطاقة تهنئة في هذه المناسبة، وهي بالأحرى بطاقة دعوة لكل فرد يعيش على أرض الكويت، بل العالم كله، ان نختلي بأنفسنا ونضع نصب أعيننا بلدنا الحبيب في ميزان العدل، وأرواحنا وما نملك في الكفة المقابلة، ولابد ان ترجح الكفة التي تحمل البلد الحبيب، أريد للأهل جميعا الانتماء للبلاد، بل الانتماء للوطن العربي، العمل الجاد الذي لا تشوبه مصلحة شخصية، وان تكون دعوتنا وتهنئتنا لهذا العام «الله - الوطن»، فلابد ان تبدأ المحبة باسم الله عز وجل، وان يكون هدفنا هو الوطن الذي نسعى جميعا للارتقاء به وإعلاء كلمته بعد اعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى.
اننا والحال كذلك، مانزال ندور في حلقة لا أقول مفرغة، ولكنها غير واضحة المعالم، أي ان الهدف غير واضح، لأن الترابط في نواته الداخلية اصبح للأسف ضعيفا، والانتماء واهنا، وأصبحت المصلحة الشخصية موجودة ومتزايدة بصورة واضحة، وهذا يتنافى مع بناء البلاد وازدهارها، حتى نتخلص جميعا من تلك الانانية والحب الفردي والشخصي، نريد الحب اولا، بل نريد استنشاقه في صباح كل يوم جديد، والا يقتصر على بضعة ايام فقط، نريد ان نرى الكويت كل صباح ومساء في أعيننا صورة جميلة، وهكذا سيعود علينا حصاد الحب بحب أقوى وهو حب الوطن العربي، نريد ان نستطعم معنى العطاء، والعطاء لأجل العطاء فقط، وسنأخذ الكثير والكثير جدا اذا أصبح هذا طريقنا وهذه رسالتنا.
نداء الى كل فرد في هذا اليوم ان تصبح بطاقة تهنئته هي الحب، الحب الذي هو أسمى كلمة في الكون، فعندما تحب سيسود السلام، وليكن عيد الاسرة هذا العام هو عيد السلام لكل اسرة، ولكل وطن عربي، ولتكن رسالتنا للعالم كله هي مزيد من الانتماء والحب والعطاء والجهد، وكل عيد وأنتم بخير.