نرمين الحوطي
اليوم يسدل الستار على المهرجان المسرحي العاشر، بعد مواصلة مشاهدة ثمانية عروض متواصلة، ولكن السؤال هنا ليس من هو الفائز، ولكن السؤال ماذا استفدنا نحن جمهور المسرح في الكويت من هذا المهرجان؟ وماذا أعطى المهرجان لضيوفه الذين حلوا عليه لمدة عشرة ايام؟ والاجابة من الممكن ان تكون غير مرضية لبعض الناس، لأنه للاسف الشديد كان المهرجان مرآة عاكسة للتدهور الثقافي الذي حل على الكويت، وهذا ليس فقط حال دولتنا، بل ان حالة التدهور اصبحت متفشية في جميع البلدان العربية والعالمية، وعندما اقول تدهورا فان هذه الكلمة لم تأت من فراغ، بل يوجد العديد من الادلة على هذا، والكل منا شاهدها، والبعض منا قرأها من خلال الصحف اليومية، فللأسف الشديد كان الاهتمام الفني، وأقصد هنا الاهتمام بالضيوف الفنانين، اكثر من غيرهم، واقصد هنا بغيرهم النقاد والكتاب الذين يعدون العمود الفقري للمهرجان، فلم يسلط عليهم الضوء، وهنا لا اقصد التقليل من مقام الفنانين فهم جزء لا يتجزأ من المسرح، ولكن القصد هنا ان المسرح هو وليد الكاتب والناقد لأنهما صورة عاكسة للمجتمع وما يدور به من حالات اجتماعية واقتصادية وسياسية، كما اننا سنجد ان الندوة الرئيسية للمهرجان، والتي كانت تحمل عنوان «المسرح والديموقراطية» للاسف الشديد اخذت مسارات كثيرة وابتعدت عن لب الموضوع، حيث كان عنوان الموضوع يحمل معاني كثيرة ومهمة، بل ملحة في ظل الظروف السياسية والاقتصادية التي نعيشها في الآونة الاخيرة، وهذا لم يحدث في الندوة، كما لو اننا نحضر ندوة تتحدث عن «جمهورية الموز» وليس عن الكويت ومسرحها، وايضا لم نجد أي عرض مسرحي يقدم عن موضوع الديموقراطية وكبت الحريات من خلال هذا المهرجان، فكان من الافضل لو كان افتتاح المهرجان يحتوي على عرض يكون فحواه او موضوعه عن الديموقراطية تمهيدا للندوة، بل يكون شعارا للمهرجان، ولكن للاسف هذا لم يحدث.
ومن هنا ودون التطرق للعروض وندواتها وما حدث بها من اخطاء وانتقادات للبعض مدحا أو ذما النابعة من المصالح الشخصية، أقول إنه لا يوجد سوى كلمة واحدة وهي التعزية للمسرح الكويتي أو الثقافة الكويتية، ولا اقصد ان المهرجان لم تتلألأ فيه بعض النجوم من خلال العروض، ولكن للاسف سرعان ما انطفأت هذه النجوم بسبب عدم احتوائها أو ذكرها في بعض السطور لتسطع لنا فيما بعد.