نرمين الحوطي
(فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا)
ان نعمة السمع التي أنعم الله علينا بها تعد أقوى حاسة أنعم الله بها على الانسان، ولهذا عندما أراد الله ان يجعل من «اهل الكهف» آية للبشر جعلهم في نوم عميق لمئات من السنين، وأول حاسة ألغيت منهم كانت هي حاسة السمع ليستغرقوا في نومهم ولا يشعروا أو يستيقظوا لأي سبب الى ان اذن الله سبحانه وتعالى ببعثهم من جديد، والدليل على كلماتنا هذه ان الشمس كانت تشرق وتغرب على اجسادهم لعدم التعفن، فكان ضوء الشمس يدخل الكهف ويتسلط على اجسامهم وبالرغم من ذلك لم يستيقظوا، بل ظلوا في نومهم، وهذا يدلل على ما قلناه عن حاسة السمع، هذه السطور أكتبها لكي ادلل على ما كتبته في مقالتي الخاصة بالدوائر الانتخابية ولما نسمعه من برامج انتخابية من المرشحين في هذه الآونة وما نواكبه من عرس انتخابي، وللاسف نجد ان البرامج الانتخابية اصبحت جميعها تنادي بالمرأة ومشاكلها، وهي الاولى، والسؤال هنا ما مشاكلها؟ ولماذا اصبحت الاولى؟ ولماذا الآن يسلطون الضوء عليها؟ وأين كانوا من قبل؟ وماذا فعلوا لها قبلا؟ والاجابة عن هذا الاهتمام هو ان المرأة اصبحت الكتلة العددية الاكثر، وهذا للاسف شيء مضحك لأن المرأة موجودة منذ بدء الخليقة، ولكن المرشحين عندما يستخدمون اسمها، ويرن في ابواقهم ودوائرهم يكون ذلك لجذبها لهم وهي تنفعهم باسمها ولشخصها عندما يذكر في كل فقرة انتخابية من قبل المرشحين، وكما قلنا ان السمع هو الحاسة الأكثر التصاقا وتأثيرا على الانسان، وهنا يضمن المرشح أنهن سيستحين عندما يسمعن اسماءهن.
ومع الأسف الشديد ان دولتنا تحتوي على كثير من المشاكل التي منها مشاكل المرأة، ومنها على سبيل المثال «المواد الغذائية» وارتفاع اسعارها والتي كانت أحد الاسباب في حل مجلس الامة السابق.
وعندما نسمع خطاب المرشحين لا نجد احدا يذكر الواقعة او يضعها في برنامجه الانتخابي بالرغم من ان هذه المشكلة مازالت قائمة الى الآن، بل وتعد من أهم الاعباء التي تقع على كاهل الاسر الكويتية، وايضا «الشباب» فنجد انهم غير موجودين على خارطة المرشحين، فعندما نسمع لا نجد أحدا ينادي بمشاكلهم سواء كانت تربوية أو تعليمية أو اجتماعية، وهذا يرجع الى فئتهم العمرية التي لا تسمح لهم بالانتخاب لانهم اقل من (21 عاما)، حيث ان المرشحين لن يستفيدوا منهم، وبالتالي فلم يتم تسليط الضوء عليهم، بالرغم من انهم الفئة الاكثر شعبية، بل هم عماد الوطن وأساس أي مجتمع حضاري مثقف.
وهنا اقول «اصحوا يا أهل الكهف»، عفوا «يا كويت افيقي»، أسأل الله ان يرفع عن مسامعكم لكي تستمعوا وتستيقظوا من غفلة النوم لتقوموا وتختاروا الافضل، ليس فقط لكم، بل لأولادكم وشبابكم من اجل مستقبل افضل ولكويت افضل.