نرمين الحوطي
انتهى عصر الجواري، وعصر شهرزاد انتهى، لماذا ايها الرجل تنظر الى المرأة على انها شهرزاد؟، الى متى تعيش المرأة عصر الجواري؟، كيف هذا وقد اصبحت وزيرة ودكتورة، بل واصبحت تتواجد في جميع الميادين العملية والعلمية، الى متى ينظر الرجل الى المرأة على انها كائن من حكايات ألف ليلة وليلة الشهيرة؟، الى متى ينظر اليها على انها شهرزاد؟، تلك الجارية التي روت حكايات الف ليلة وليلة، وكيفية استخدامها لذكائها وبراعتها المطلقة في تأليف القصص لشهريار لتنقذ نفسها من الموت، وهنا اقول لا، عفوا سيدي الرجل، ان المرأة ليست تلك الكائن الجميل الذي يستخدم ذكاءه فقط لارضاء الرجل خوفا من الموت، بل المرأة اصبحت كل المجتمع، بل العامود الفقري لاي مجتمع، وهنا اقول قف، تمهل! واحذر المرأة! ان المرأة عبر التاريخ والحضارة كانت لها بصماتها سواء في الميدان السياسي او الاقتصادي، بل نجد ان اسمها خلّد في ميدان الحروب، من منا ينسى الخنساء او زنوبيا او شجرة الدر ...الخ، فاسم المرأة لم يقتصر على شهرزاد، تلك التي كانت اسطورة، اما الاسماء التي ذكرت او لم تذكر هنا فهن واقع مشهود وملموس، ان المرأة منذ فجر الاسلام وما قبله كانت مواكبة للرجل سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، ان المرأة لا يمكن ان نعدها مجرد كائن فهي بحق نصف الرجل.
ان عصر الجواري انتهى ولم يعد له وجود الا في بعض الاساطير والحواديت التي نرويها او نقرؤها في الكتب من اجل المتعة والتسلية، اما اذا اخذناها لتطبيقها في وقتنا هذا، فهذا لا يمكن تصديقه، وهنا اقول للرجل، احذر من المرأة، فالمرأة قوة مناصفة لك بذكائها وقوتها، وخير مثال بل وابسطه ما نجده من ان متفوقي الثانوية العامة دائما ما تكون اغلبهم من الفتيات والقلة منهم من فئة الرجال، وهذا مثل من مليون، وهنا لا اقصد الاستهانة بالرجل، ولكن اقصد الدعوة لاحترام المرأة، كما اعزها الاسلام وكرمها، وبتطبيق الشريعة الاسلامية سنصل الى مجتمع متوازن صحي يحترم المرأة ويرفع من مكانتها، فلا اعتقد ان اي رجل يستطيع ان يهين اخته وامه وابنته، هذه هي المرأة نصف المجتمع بل ومنتجة المجتمع، فليكن الرجل نصيرها ويبتعد عن عصر شهرزاد لأنه انتهى.