نرمين الحوطي
الحب والرومانسية جزء لا يتجزأ، فالرومانسية هي النواة الأساسية للحب، والحب هو الطاقة المولدة للرومانسية، فهما مشاعر يحتاجها البشر، فبدون هذه المشاعر لا يستطيع الانسان العيش، فهما النسمات الجميلة التي يستنشقها الإنسان، وهما الماء العذب الذي يروي ظمأه، ولكن ما الفرق بينهما؟ الحب هو العلاقة الناجحة بين شخصين، وهو لا يخضع لشروط لأن كل شخصين حالة خاصة تختلف عن غيرها.
وهو من ضروريات الحياة، اما الرومانسية فهي محاولة من البشر لتجميل الواقع، حيث تتجزأ الى الخيال والحلم ويتم من خلالها اضفاء السعادة على الحياة.
وتكمن قمة الرومانسية اذا عشنا الحقيقة كأنها حلما جميلا وأصبح هناك نوع من المزج بين الحلم والحقيقة.
تقوم هاتان العلاقتان بين الرجل والمرأة، ولعيش حياة يومية لا تخلو من الرومانسية والحب لابد لهما من المحافظة على علاقتهما أولا، والتجديد المستمر في طقوس الحب بينهما، بمعنى أوضح عندما تهدي وردة فهذه رومانسية، وعندما تحب كل شيء تفعله فهذا هو الحب، عندما تضمها اذا احاط بها الخطر فهذه رومانسية، وعندما تبعد الخطر حتى لا يحيط بها فهذا هو الحب، عندما تعيش كي تحبها فهذا يعد رومانسية، وعندما تحبها كي تعيش فهذا هو الحب.
ان المسألة رياضية، فعلينا ألا نقوم بتعقيدها، فهي نسبة وتناسب، تعطي من اجل العطاء دون ان تنتظر المقابل، لأنك تعطي نفسك (من تحب)، فإذا احببت نفسك فأنت اذن تحب من يحبك، والعطاء هنا ليس الهدايا والسؤال بكثرة والخروج والسفر، ظنا ان هذا هو الجديد، ولكن العطاء بإنعاش المشاعر على الدوام وتجديدها من خلال الكلمات واختيار وقت السؤال، فلابد على الطرفين ان ينظر كل منهما احتياجات الطرف الآخر، لأن الحاجة لا يسقيها الا العاطفة والحب الناتج من الكلمة والفعل لأنهما الأصدق والأسرع لقلب الانسان.