نرمين الحوطي
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا انه هو السميع البصير - الاسراء:1).
«الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له».
تعيش الامة الاســـلامية هذه الايام ايـــاما مباركة يملؤها الخير والبركات، هذا هــو شهر رجب، الشهر الذي حدثت فيه معجزة الاسراء والمعراج، كانت تلك المعجزة في السنة الخامسة قبل الهجرة، اتى جبريل ( عليه السلام ) ليلا الى خاتم الانبياء رسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وكان نائما، فأيقظه جبريل ( عليه السلام ) ثم اركبه على البراق، وانطلق به حتى وصلا عند الكعبة حيث شق صدره في غير ألم ثم اعاده كما كان، وذلك بعد ان غسل قلبه وملأه ايمانا وحكمة، ثم انطلقا الى ارض المدينة.. فقال جبريل ( عليه السلام ) لرسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) «صل ركعتين» ففعل، ثم انطلق فوصل به الى بلد اسمها «مدين» وهي بلد نبي الله شعيب ( عليه السلام )، فقال جبريل ( عليه السلام ) لرسولنا الكريم: انزل وصل ركعتين ففعل، وقام بهذا في بيت لحم حيث ولد عيسى ابن مريم ( عليه السلام ).
ثم اتى الى بيت المقدس ودخل رسولنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) المسجد الاقصى وصلى بالانبياء اماما، وهذا كان تشريفا من الله لرسولنا الكريم بأن يجمع كل الانبياء، فيؤمهم ( صلى الله عليه وسلم ) بالصلاة، وعندما خرج جاءه جبريل ( عليه السلام ) بإناء من خمر الجنة لا يسكر واناء من اللبن فاختار رسولنا الحبيب المصطفى اناء اللبن، وهنا قال له جبريل ( عليه السلام ) «اخترت الفطرة» اي تمسكت بالدين.
وهنا نتوقف عن سرد معجزة الاسراء والمعراج بالرغم من انه يوجد فيها الكثير من المعجزات التي تجعل الانسان يقف وقفات كثيرة للتفكير وللمحاسبة، التفكير لماذا نحن امة الاسلام التي اصطفاها الله على سائر البشر والاديان؟ والمحاسبة لانفسنا على ما نقوم به من افعال.
وهنا يكمن السؤال اعزائي القراء: هل تمسكنا بديننا كما فعل رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم )؟ هل نحن بالفعل وفقنا لأن نكون خير امة اصطفاها الله على سائر البشر؟