نرمين الحوطي
الكل يبحث عن الحقيقة، ويا له من جنون، ان تظن ان الحقيقة هي عندما تكره الزهور لانك جرحت بشوكة واحدة من زهرة، او تتخلى عن جميع احلامك لان واحدا منها لم يتحقق لك، او تتخلى عن جميع مشاريعك لان واحدا منها فشل، او تدين وتحكم على اصدقائك لان واحدا منهم خانك، او لا تؤمن بالحب لان احدهم لم يكن مخلصا وامينا معك ولم يحبك كما احببته، او تقوم برمي كل فرص السعادة لانك لم تنجح في محاولتك الاولى ...الخ.
وهنا اقول هذه ليست الحقيقة وليست نهاية المطاف، بل هي نقطة البداية للوصول الى الحقيقة المطلوبة، فلابد ان تكون هذه النماذج التي ذكرناها اللبنة الاولى للصعود الى القمة، فالحياة مجموعة من الفرص اذا ضاعت واحدة لابد ان فرصا اخرى ستأتي قريبا، واذا صدمت بصديق فلابد ان تعطي لنفسك فرصة لاصدقاء مخلصين سيظهرون في حياتك، لتصل لمعنى الصداقة التي تبحث عنها، واذا فشلت في تجربة عاطفية فلن تكون نهاية المطاف لانك حتما في المستقبل ستجد محبا جديدا مخلصا أمينا يكمل الحياة معك.
لذا لكل نهاية نقطة بداية، ومن الممكن ان تكون نقطة البداية فاشلة، ولكن لابد من المثابرة والتصميم للبحث عن الحقيقة التي تجعلك سعيدا كل يوم، فالحقيقة واقصد هنا السعادة بشتى ألوانها، حتما تأتي بعد الفشل، ولكنها لا تأتي بالاستسلام، بل بالصبر والتروي والتفكير فيما هو الافضل، والحذر من الاخطاء المقامة في التجارب السابقة، لان الانسان يتعلم على الدوام من أخطائه.