نرمين الحوطي
ارسلت لي صديقتي اطياب رسالة الكترونية عن الخرافات التي كان اجدادنا يروونها لنا ليخيفونا ويرعبونا بها، وكانوا يقصونها علينا في النهار او قبل النوم في الصيف والشتاء والمراد منها ان نعيش في رعب مستمر، والاسباب لذلك كثيرة، منها على سبيل المثال.. عدم الخروج بمفردنا، وعدم التحدث مع الغرباء، والنوم في ساعات مبكرة.
وقد اعجبتني الرسالة الالكترونية لانها ذكرتني بأيام قبل ومدى تفاهاتنا في تلك الايام وتصديق هذه القصص، والتي الى الآن من الممكن ان يتذكرها البعض ليلا وتخيفه، من هذه الشخصيات والقصص «حمارة القايلة، الطنطل، بادرياه، الخبابة، السلعوة، الراعية، الدعيدع، ام السعف والليف..الخ»، فجميع الكويتيين يتذكرون هذه الاسماء والكل سمع عنها من الجيل القديم، والى الآن البعض يذكرها في بعض المناسبات اوالتذكير لشيء.
والله يا أطياب ذكرتيني بأيام الزمن الجميل واشلون اهالينا كانوا يقصون علينا، وما سلمنا من قصصهم لا ليل ولا نهار، بالامس كانت هذه الخرافات هي التي ترعبنا وتخيفنا، وبرغم هذا كان مجتمعنا تسوده القوة والتقدم وانتج شخصيات نفتخر بها حتى الآن على الرغم من الشخصيات المحكاة لهم.
اما الآن فلا توجد هذه الخرافات وبرغم هذا تراجعنا عن مكان الريادة الذي تبوأناه سابقا، وهنا يكمن السؤال، ما الذي يخيف اطفالنا ومجتمعنا في هذا العصر؟
اذا تحدثنا عن الامس، فالحياة كانت بسيطة من غير تكنولوجيا، وبرغم هذا، كان يوجد الطبيب والمهندس.. الخ، وكانت الهوية الكويتية متواجدة، بالامس كانت احاديثنا بسيطة ومفرداتنا جميلة، ولكن للاسف اصبح جونا اليوم ملوثا بالمشاحنات والوعود والصراخ والصراعات التي لا احد يعلم سببها؟ بالامس كان الهدوء والسكون ينور الظلام، اما اليوم فبالرغم من الانارة التي اصبحت تنير كل اجواء الكويت الا ان الظلام اصبح يسود كل بيت، اشباحنا وخرافاتنا اصبحت تكمن في المجهول الذي اصبحنا نكره انتظاره، لا احد يعرف شيئا عن مستقبله، لا احد يعرف ما هو الجديد غدا؟ اصبح الغد ما هو الا اخبار تعيسة تنهال على اذاننا، لا توجد اي بؤرة امل لنا، بالامس ونحن اطفال عندما كان اجدادنا يقصون علينا خرافاتهم كان الصبح إنارة لنا لكي نتخلص من هذه القصص، اليوم اصبح الليل الراحة والامل مما نسمعه من قرارات في كل صباح، كما لو ان هذه القرارات هي القصص المرعبة التي تروى لنا ولكن ليست ليلا بل في كل صباح يوم جديد، والسؤال لماذا هذه القصص عفوا القرارات؟ مم يريدون اخافتنا؟ ياريت يا أطياب تبعثي لي اميل يرد على سؤالي.