نرمين الحوطي
استيقظ في الصباح الباكر كعادته كل يوم، قام بعاداته اليومية التي يقوم بها قبل الذهاب الى الدوام، أخذ سيارته، توجه لعمله وهو في الطريق اخذ يفكر كيف يعتذر للمدير اليوم؟ انه يريد ان يذهب الى وزارة اخرى ليتسلم نقوده، والحمد لله انه اقنع مديره بالاستئذان في المرة السابقة مع الوعد له بأنها آخر مرة، لكنه أخذ يتذكر ما حدث يومها.
دخل الوزارة، وقف بانتظار المصعد، وجد نفسه انه انتظر اكثر من نصف ساعة، ليس هو بمفرده، بل كان هناك كثيرون ينتظرون المصعد، قرر ان يصعد السلم كنوع من رياضة الصباح «فرصة الواحد يشوف لياقته» اكتشف انه لا يمتلك أي لياقة بعد ان صعد ستة طوابق، المهم دخل الى مكتب سكرتيرة المسؤول:
-
المواطن: صباح الخير.
-
السكرتيرة: صباح النور.
-
المواطن: المعاملة اختي.
-
السكرتيرة: آسفة اخوي المسؤول مسافر وللحين موعارفين منو ماسك مكانه.
-
المواطن: بس اختي...
-
السكرتيرة (تقاطعه): اخوي راجعنا بعد يومين.
-
المواطن: يا أختي معاملتي صار لها ستة شهور وكل يوم تقولون مر بكرة.
-
السكرتيرة: تمسك بالتلفون.. ولا ترد.
يخرج يفكر بنقوده التي لم يتسلمها الى الآن، وكيف يقنع مديره بالاستئان مرة اخرى، وهل لو ذهب مرة اخرى يستلم نقوده؟ ركب سيارته واتجه الى عمله وهو يفكر في أن هذه النقود كانت ستنقذه من بعض الالتزامات المطلوبة منه، الكل يطالبونه وهو يرد «بكرة» ستصرف لي النقود، ولكن النقود لم تصرف، ومازالت الالتزامات موجودة، ولكن متى؟ أين؟ لماذا؟ لا أحد يعلم. قالوها أهل الشام: «عوجة ياما حنشوف واللي بيعيش ياما شوف».