نرمين الحوطي
متى نكف عن الحديث..؟ في كثير من الأوقات يكون الصمت أوقع، يا أخي اتعجب منك (يابو عبدالعزيز) على صمتك، ادخل عليك في مجلس بيتنا بزوبعتي وبصراخي، وتستقبلني بهذه الابتسامة الناتجة عن صمتك القاتل، لماذا هذا الصمت؟
الكثير يشبهونك بهذا الصمت، ام انه نوع من الرفض المكبوت ولا حيلة له، ام اننا والحمدلله وصلنا الى قمة الضياع الذي يؤدي الى فقدان التفكير في بعض الأوقات اود ان اعرف بسبب هذا الصمت، اجلس بجانبك وأروي لك ما يدور من مشكلات تحدث في الدولة او في النطاق الدولي وانت تسكن في هذا الصمت، ولست وحدك فكثير من الناس التزموا الصمت وعدم التفكير، وفي بعض الأحيان اشعر بأنك والآخرين قد جننتم او العكس صحيح.
بالأمس كنت دوما تحدثني عن الحرية وحبك لهذه الكلمة، كانت ضحكاتك لاتفارق وجهك، كنت عندما اجلس معك اشعر بقوة جميلة، اما اليوم فأشاهد وجهك شاحبا وهذا الشكل لا يقتصر فقط عليك بل على الآخرين اصبحوا مثلك، الكل خال من الأمل، أصبحت أخشى ان اكون مثلك ومثل الآخرين، اعلم يا بوعبدالعزيز بماذا تذكرني؟ تذكرني بمسرحية «بانتظار جودو» كان الكل ينتظر جودو، ولكنه لم يأت حتى نهاية المسرحية، وعندما قرأتها اخذت من شخصية جودو رمزا للأمل الذي ننتظره لينقذنا ولكن لم يأت جودو.
اصبحت اشعر بالبرد داخل البيت، في الدوام، في كل مكان اتوجه اليه، هل انتقلت العدوى منك او ممن أقابلهم في الخارج، والذين اصبحوا مصابين مثلك؟ لا أعلم، اصبح الصمت يلازمني ليس انا فقط بل اصدقائي، واصبح الصمت يخيم على الشارع العام، اصبحنا لا نسمع، لا نتكلم، الأقلام جفت، ليس الحال كما كان من قبل، الحب العطف النور العطاء كل العواطف الجميلة تنتظر عودة «جودو» عودة الأمل.