نرمين الحوطي
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات مـن غـير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكا
وقـد نسجت اكفانه، وهـو لا يـدري
فمن عــــاش ألـفـا وألفـين حجّة
فلا بد من يوم يسير إلى القبر
من أقوال الإمام علي ( رضي الله عنه )
أبدأ مقالتي بهذه الكلمات التي إذا عمل بها ابن آدم حمى نفسه من عذاب القبر والنار، لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد ظاهرة الغبقات الرمضانية في هذا الشهر الكريم بل تخطت هذه المناسبة البيوت وأصبحت تقام في أرقى الفنادق، ففي بادئ الأمر لابد أن نقول إن هذه الغبقات مهمة جدا للمجتمع حيث انها تقوم على جمع الاهل والاصدقاء في هذا الشهر الكريم، اي انها تبنى على توطيد صلة الرحم، ولكن ليس بهذه الصورة المتفشية في مجتمعنا الكويتي، فأصبحت الغبقات تخرج من البيوت إلى الفنادق الخمس نجوم، والمنافسة بين القيمين عليها لمن يكون الأفضل في غبقته ليكون حديث المجتمع والأسر الكويتية.
وهنا نقول يا ابن آدم إن شهر رمضان شهر الخيرات والصدقات والأفعال الحسنة، ماذا فعلت لدنياك لكي تبني لآخرتك؟ لماذا هذا البذخ المقام على غبقاتكم، أليس الأفضل بناء مستشفيات او الانفاق على التعليم، او التصدق لمن هو محتاج الى الصدقة، ولا أقصد من هذا التبرعات الخارجية لان في داخل دولتنا من يحتاج الى هذه الصدقات والزكاة.
اتعجب عندما أرى الإعلانات على التبرع لدول أخرى ونحن نعلم أنه توجد بعض الأسر الكويتية المتعففة في حاجة إلى من ينقذها، أتعجب عندما أقرأ في الصحف او بعض الرسائل الهاتفية لدعوتنا على غبقة فلان في الفندق الفلاني! عجبا بل مضحكا لما اقرأه وأشاهده وأسمعه، إنني إنسانة لا أميل للاشتراكية ولست متطرفة، بل انني كويتية ومسلمة، ومن بعض ما أعرفه عن سمات ديننا الاسلامي هو مساعدة الأهل والجار والمجتمع، وعلى سبيل المثال من منا يسأل عن جاره أو يبعث على الأقل طبق حلوى قبل الفطور مثلما تعودنا في السابق؟ أعتقد أن الإجابة، لا أحد.
اليوم وفي أواخر شهرنا الكريم لتكون مقالتي رسالة لأهل الكويت كفانا تبرعا للخارج، ونجعل تبرعاتنا لبلادنا، كفانا بهرجة اعلامية لمجرد التصوير الإعلامي والإعلان عما نفعل فقط، لنبني لآخرتنا قبل فوات الأوان، ولنرحم بعضنا البعض.. وتقبل الله طاعتكم.