نرمين الحوطي
عيون المرأة كثيرة، منها ما يؤدي الى طريق الخير ومنها ما يؤدي الى طريق الهلاك، ومن هنا تبدأ كلماتي، فالمرأة كائن جميل ولكن في بعض الاحيان قد تكون عاملا في سقوط دول، وهذا ليس محور حديثنا اليوم، فاليوم نكتب عن امرأة تدفق من عينيها ويديها كل معالم الخير للمجتمع الاسلامي، كيف؟ وأين؟ ومتى؟ هذا ما نسرده عليكم اليوم لتكون مثالا لكل امرأة مسلمة تحب الخير.
هي «زبيدة» احدى زوجات هارون الرشيد، امتازت بذكائها ولباقتها مما جعل هارون الرشيد يزداد حبا لها، فانجبت منه «محمد» واحسنت تربيته، بل اصبحت عونا لزوجها ايضا كونها زوجة خليفة المسلمين، فساعدت على اعمار بلاد المسلمين، فحين حجت الى بيت الله الحرام أدركت ما يتحمله اهل مكة من المشاق والصعوبات في الحصول على ماء الشرب، دعت خازن اموالها، وأمرته بان يجمع المهندسين والعمال من انحاء البلاد، وقالت له:
أعمل ولو تكلفت ضربة الفأس دينارا. وحفر البئر ليشرب منها اهل مكة والحجاج.
هذه هي زبيدة وهذه أفعالها، تركت الذكرى الحسنة وهي «عيون زبيدة»، فإلى الآن تروي هذه العيون كل المسلمين والحجاج، هذه هي المرأة التي لابد ان نحذو حذوها، وتكون مثال خير وذكرى عطرة يدق ناقوس التاريخ بذكرها، فعندما يقال: وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة، فزبيدة خير مثال على ذلك.
جميل ان المرأة تعمل من اجل الخير دون ان تقصد مناصب او كراسي، فالكراسي والنفوذ زائلة ولكن المتبقي هو التاريخ، وهنا يكون السؤال لبنات حواء: لماذا اعمل؟ ومن اجل من اعمل؟ فإذا كانت الاجابة للذات، كانت الحصيلة لا شيء، اما اذا كان عملها ووقوفها مع الرجل من اجل بناء المجتمع ودفع الديانة الاسلامية للارتقاء والتحضر، فسيخلد اسمها في التاريخ العالمي قبل العربي.
ان المجتمع لا يقدر ان يقوم دون المرأة لانها نصف المجتمع، ولا يقدر الرجل ان يتغاضى عن دورها، لانها هي الام والاخت والابنة، اذن هي الحياة فلابد ان تتصف الحياة بالعطاء دون مقابل، لابد ان تعيش الحياة دون التفرقة، لابد ان تكون الحياة نسماتها مليئة بالحب لنقدر ان نبني ونستمر في العطاء مثلنا كمثل عيون زبيدة، التي تروي الى الآن كل ظمآن وكل عابر سبيل، هذه هي المرأة نبع الحنان والعطاء.