نرمين الحوطي
اكتب لكم من خارج الكويت، وكلي دهشة واستغراب من كثرة الأحداث التي اعيشها هذه الايام نسيت اليوم شنو أهو أربعاء ولا ثلاثاء المهم مو هذا موضوعنا، موضوعنا ليش انا مستغربة، السالفة وما فيها ان قبل العيد يالي تلفون بأنني مدعوة على مؤتمر في احدى الدول المجاورة، فسألت شنو الموضوع، فكان الرد ان المؤتمر يخص ويناقش دور المرأة في الصحافة العربية، وعلى الفور وافقت لأهمية الموضوع، ويا ريتني ما وافقت! المراد، سافرت الى الدولة لحضور المؤتمر وأثناء الرحلة جلست أتخيل التحقيقات السياسية التي سأقوم بها هناك وعشت اوهاما لضربات صحافية سأقوم بها خلال هذا المؤتمر، وهبطت الطائرة وهبطت احلامي لتواجه ارض الواقع، وخرجت من المطار متوجهة الى الفندق، وبعد دخولي ووضع اغراضي الشخصية وطبعا كلكم تعلمون ان النساء يحملن كثيرا من الاغراض الشخصية، المهم اثناء ترتيب الاغراض سمعت طرقا على باب الغرفة، فقمت بفتح الباب واذ بأحد الافراد المنظمين للمؤتمر بيده ظرف مع ابتسامة على الفم بالترحيب، فأخذت منه الظرف وقمت بالترحيب بدعوتهم الكريمة وقام بالاستئذان ثم اغلقت الباب، وقمت بفتح الظرف وتركت ترتيب اغراضي «طبعا حب الاستطلاع من طبع حواء» وهنا بدأت الدهشة والهبوط على أرض الواقع، واذ بداخل الظرف جدول المؤتمر فقمت بقراءته، ولكن عند قراءته حدث لي نوع من الهستيريا والضحك، لان الموضوع الذي وجدته في البرنامج لا يمت بصلة للكويت!
فقد وجدت أنه لا يوجد مؤتمر وهذا التجمع ما هو الا دورة لبعض الصحافيات لأبناء هذه الدولة المجاورة لتعليمهم كيفية القيادة في الصحافة ودخول المجال الصحافي، واسباب هذه الدورة لما عرفته بعد ذلك من العضوات المتواجدات أنهن يلقين ضغوطا في عملهن الصحافي بل رفضا من دولتهن لدخول المرأة مجال الصحافة بل والقيادة ايضا، وهنا عشت الدهشة وتجمعت في ذهني اسئلة كثيرة، لماذا انا هنا؟ هل نشرت صحفنا خبرا يفيد عدم السماح بعمل المرأة في الصحافة؟ فتذكرت ان هذا لم يحدث لأنني الى الآن اكتب في الصحف، والسؤال الآخر من الممكن ان تكون احدى الصحف الكويتية نشرت ان الدولة ستلغي قرارها بحق المرأة في الانتخاب، وهذا غير صحيح ايضا، اذن لماذا هذه الدعوة ولماذا انا هنا؟ هل يريدون مني تقديم ندوة او ورقة عمل عن كيفية وصول المرأة الكويتية الى هذه الحرية؟ فقمت بقراءة الجدول مرة اخرى فوجدت ان اجابتي غير صحيحة، لانه لم يدرج ذلك في البرنامج، فالبرنامج كل محتواه كيفية تدريب الصحافيات بهذه الدولة على القيادة والدفاع عن حقوقهن لدخول المجال الصحافي، وهنا تذكرت مثلا واحدا يرد على كل اسئلتي وهو «اللي معاه قرش محيره يجيب حمام ويطيره»، وعجبي.