نرمين الحوطي
في الامس القريب دخلت سماء الكويت ظاهرة فلكية تعد فريدة من نوعها، واذا تحدثنا من خلال التحديد العلمي والتاريخي لهذه الظاهرة الفريدة في حدوثها نجد انها حدثت في فجر الاحد الماضي 17 نوفمبر، وايضا في فجر الاثنين 18 نوفمبر، قد يسأل البعض ما معنى شهب الاسديات؟ هي عبارة عن غبار متخلف عن مذنب تمبل ـ تتل الذي اقترب من الشمس عام 1998 ورحل في مداره حول الشمس ليعود مرة اخرى بعد 33 عاما، وخلف من ورائه على طول مداره غبارا وغازات اخرى، وعندما تقترب الارض من هذه المخلفات فإنها تجذبها، وسميت بالاسديات لأن موقعها الظاهري في السماء يقترب من برج الاسد.
ان هذه الظاهرة الفلكية تذكرني بما نعيشه من انهيار اقتصادي في هذه الآونة، قد يسأل البعض كيف؟ اذا لاحظنا ودققنا في تفاصيل الظاهرة الفلكية التي ذكرناها في الاسطر السابقة نجد ان اوجه التشابه بينها وبين الانهيار الاقتصادي الكويتي كثيرة، فعلى سبيل المثال نجد ان هذه الشهب سببها اقتراب المذنب تمبل ـ تتل من الشمس، التي لم يقترب منها منذ 33 عاما، وهذا ما حدث ايضا في البورصة الكويتية، حيث نعلم ان آخر انهيار للبورصة الكويتية كان في عام 1982، ولم يحدث انهيار آخر الا بعد مرور اكثر من ربع قرن، وهذا اول اوجه التشابه بين كل من انهيار البورصة وشهب الاسديات.
كما سنجد ان هذه الشهب عند ظهورها تترك وراءها الغبار وكثيرا من انواع الغازات الضارة او النافعة، وهذا التشابه نجده في بورصة الكويت ايضا، فمن منا ينسى ما حدث في تاريخ الكويت الاقتصادي عام 1982 وازمة المناخ وما تركته من آثار سلبية على الكويت اقتصاديا واجتماعيا، وها نحن نعيش ازمة جديدة سواء على الصعيد الفلكي او الاقتصادي او الاجتماعي، والله يستر علينا وعلى اقتصادنا.
ان الكويت على الدوام مثل الشهب الساطعة في سماء الكون، وهذا ليس دعاية، فاذا ظهرت شهب الاسديات في سمائنا نجد ايضا اننا كنا كالشهب في الفضاء الاعلامي الدولي عندما اغلقنا البورصة الكويتية واصبحنا حديث الساعة دون حلول جذرية، بل جعلنا ازمتنا كالاحداث الكونية والفلكية مسبباتها ترجع الى تصاريف القدر وليس الانسان، وهذا هو التميز.