نرمين الحوطي
قد يسأل البعض ما علاقة فينوس بديوان البحر؟ وقبل الاجابة دعونا نتطرق ولو بعض الشيء الى بعض المعلومات عن فينوس، من هي فينوس؟ وما اسطورتها؟ فينوس هي إحدى أهم الآلهة عند الرومان ارتبط اسمها عند الرومان والعصور التي تلتها بأنها الهة الحب والجمال، اما عن اسطورتها كما كتبت في كتب الاساطير، فيقال: ان فينوس وجونو ومينيرفا قد علمن بوجود تفاحة ذهبية مكتوب على جانبها «للأجمل»، وكانت كل واحدة منهن تطمع في الحصول على هذه التفاحة وهذا ما تعودناه من حواء البحث عن لقب الاجمل، ولحسم الامر تقرر ان يقضي بينهن رجل اسمه باريس وحيث انهن متساويات في جمالهن «طبعا دون عمليات تجميل هذا العصر» لم يتمكن باريس من اختيار الاجمل من بينهن، فماذا فعلن به؟ حاولت جونو استمالته الى جانبها بوعده ان تجعله رجلا قويا، بينما مينيرفا حاولت استمالته لها متعهدة ان تجعله حكيما، اما فينوس التي تعرف طبع الرجال بأنهم يعشقون الجمال قامت بعرض هيلين عليه، وهيلين كانت في ذلك الوقت اجمل امرأة في العالم وهنا قام باريس باختيار فينوس، ومن ذلك الوقت يطلق على فينوس إلهة الحب والجمال حتى عصرنا هذا.
كثير من شعراء العالم كتبوا عن فينوس وعن جمالها سواء في العالم العربي او الغربي فمنهم من قام بنظم الابيات الشعرية عنها، ومنهم من قام بكتابة المسرحيات عنها والآخر كان يستحضرها في خياله لتكون بطلة من ابطال رواياته، ومن اهم من كتبوا عن فينوس شكسبير وكانت اولى قصائده الشعرية التي كانت تحمل عنوان «فينوس وأدونيس» وتعد اولى القصائد التي كتبها شكسبير في حياته، واليوم نجد من ينادي بفينوس اله الجمال في عصر افتقر الى الجمال الطبيعي.
بالفعل اصبح الجمال عملة نادرة في عصرنا هذا سواء اكان هذا الجمال خارجيا او داخليا، اصبح النسوة يتشابهن بكل شيء كما لو انك ترى صورة لامرأة واحدة في اكثر من مكان، اصبحنا لا نقدر على التمييز بينهن من كثرة تشابهن في الشكر الناتج عن عمليات التجميل، واليوم عندما اقرأ ديوان البحر للشاعر «سعيد المسلم» اشعر بأنني أرى طيف فينوس يلوح بأجنحتها على الكتاب، ولكنني استغربت ان يوجد في هذا الوقت من ينادي بالجمال الطبيعي لا بجمال الفنانة هذي ولا تلك، وجدت ابيات شعر منظمة على حب افلاطوني وهو الذات البشرية، وجدت حبيبا يشعر بمحبوبته كما تراه عيناه ويكتب قلمه بما يشعر قلبه بحب محبوبته، لم يذكر بأنها تشبه الفنانة فلانة ولا تحمل شفتي المغنية فلانة، بل قام بوصف محبوبته كما يراها وكما يعشقها بفؤاده، ولنذكر لكم بعض ما كتب عن هذه المحبوبة في ديوان البحر:
هيفاء حلوة كالبلورة تلاطف البحر بقوام عذب
شجية مرهاء ذات وشي تصلي القلب خفقا وكرب