نرمين الحوطي
قد يسأل البعض من هو «زولا»؟ انه رائد المذهب الطبيعي في الأدب وقد يسأل البعض ما المذهب الطبيعي؟ المذهب الطبيعي هو ببساطة شديدة دون التلاعب بالألفاظ المقعرة والمحدبة مذهب بني على أساس الصناعة والتجارة وان الأرض هي مصدر الثروات كلها.
ولكن السؤال الأهم في هذه المقالة ما أهمية «زولا» والمذهب الطبيعي فيما نعيشه هذه الأيام من تعثرات اقتصادية وسياسية؟!
طبعا أهمية كبيرة جدا لأننا في هذه الآونة نحتاج الى المذهب الطبيعي اكثر من «زولا» على وجه التحديد فمن ينظر من نافذة الطائرة عندما يغادر او يصل الى ارض الكويت سيدرك ما الذي اريد قوله، سيجد مساحة كبيرة صفراء لا ينبت فيها زرع، والسؤال هنا، لماذا لا نستصلح هذه الاراضي لتصبح اراضي زراعية ونعتمد هنا على اسس المذهب الطبيعي الذي بنيت عليه وهو: ان الأرض هي مصدر الخير لبني البشر، بالفعل هذا السؤال يفرض نفسه على مجتمعنا الكويتي، اين دور الزراعة في بلادنا؟ فإذا مررنا بين المناطق السكنية سنجد اللون الأخضر يبهج البيوت، بالرغم من انه توجد الآن بعض الإزالات لهذه الأشجار والخضرة ولا أعلم أي قانون يحكم على الطبيعة بالموت، بالرغم من أن دول العالم الآن تنادي بالتخضير والزراعة لحماية البيئة والحفاظ عليها، كما ان الزراعة ستوفر الاكتفاء الذاتي لنا من بعض المواد الزراعية التي نقوم باستيرادها من الخارج.
ولا يجب أن نغفل دور معهد الأبحاث العلمية الذي يقوم باستمرار بالأبحاث العلمية على الأراضي الكويتية، وآراء الباحثين الذين أكدوا ان ارض الكويت صالحة للزراعة لعدد كثير من الثمار التي تجعلنا فيما بعد من الدول الزراعية والمصدرة.
ولماذا لا يوجد مشروع قومي للشباب لاستصلاح الأراضي؟ كما فعلت كثير من الدول العربية وأثمرت من وراء هذا المشروع الكثير فعندما تقوم الحكومة ببيع هذه الأراضي الصحراوية بمبالغ رمزية بشرط استصلاحها وزراعتها سنجد ان الاقبال على ذلك المشروع متميز، وانني أيضا استغرب ان الدولة تضع في خطة الابتعاث للخارج «علم البستنة» والسؤال هنا هؤلاء الشباب عندما يأتون من بعثاتهم اين يذهبون بعلم البستنة؟ أليس من الأفضل ان يجدوا هذه المساحات بانتظارهم بعدما انهوا دراستهم ليضعوا كل ما تلقوا من علوم في هذه الأرض يقوموا باستصلاحها وزراعتها؟ واذا حدث هذا نكون قد اجبنا عن المعادلة الصعبة.. متى تزرع الكويت؟