نرمين الحوطي
بالأمس كنا نحتفل بالعام الهجري الجديد، وكنا نطلب من الله أن يوحد صفوف المسلمين، وأن نتجمع على المحبة والخير كما حثنا كتاب الله عز وجل: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، وها نحن اليوم نستقبل العام الجديد بالضرب والقصف علي جزء من أراضي الأمة العربية، ولكن السؤال هنا أين نحن العرب من هذا القصف؟ أين نحن من هذا العدو؟
عجبا لما أسمعه وأشاهده من أخبار، «العدو يضرب أمة محمد وأمة محمد تضرب أنفسها»، يا للعجب.. الإسلام يدعو إلى السلام والوحدة العربية، واليوم تقوم أمة محمد بهدم كل ما قام به أجدادنا لترسيخ هذه الأصول، نشاهد ونسمع من قنوات وعذرا لعدم ذكري لأسماء هذه القنوات الفضائية لأنها للأسف قنوات عربية بل وإسلامية، فنجد أنها تقوم بالتهجم على بعض الدول العربية والإساءة لها بدلا من أن تستنكر ما يفعله العدو بنا نحن العرب.
وهنا أقول لهؤلاء الذين يريدون تمزيق أصولنا ووحدتنا العربية، ان من تسيئون لهم من دول كانت في يوم ما هي أساس الوحدة العربية، ماذا تقصدون بذلك؟ هل تريدون تغيير التاريخ إن التاريخ يثبت أن هذه الدول التي اليوم تقومون بإهانتها والتعدي عليها كانت من أوائل الدول التي وقفت مع قضية فلسطين، هل تريدون الفتنة فيما بيننا أم ماذا تريدون؟
ان الإعلام يا سادتي يا كرام ما هو إلا توضيح للحقائق لا للأكاذيب، إن قضيتنا اليوم تحتاج من إعلامنا العربي توثيق أسس الوحدة فيما بيننا، لا نريد وضع الفتنة التي قد تؤدي بنا لإشعال فتيل الحريق بين الدول العربية وللأسف بأيدينا، وهذا ما تريده إسرائيل بنا.. وهو التفرقة بين أمة محمد، لأنهم يحزنون على وحدتنا وتوحيد صفوفنا، بل يغتاظون عندما يجدوننا على كلمة واحدة، لأننا عندما نجتمع فستكون أمتنا خير أمة أخرجت للناس وهذا ما حثنا عليه رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم ).
يا أمة محمد بالأمس كانت غزة وهاهم يزحفون على جنوب لبنان ولا نعلم غدا ماذا سيحدث، يا أمة محمد ارحموا شعوبا تقتل كل يوم من عنادكم وكبريائكم ومصالحكم الشخصية، إن كل قطرة من دماء الأطفال والأمهات ستحاسبون عليها يوم الحساب العظيم، تذكروا سيدنا عمر بن الخطاب عندما سمع بكاء طفل ماذا قال؟ تذكروا تاريخكم يا خير أمة أخرجت للناس، اعملوا من أجل هذه الشعوب لإسعادها والارتقاء بها، واعلموا أن مناصبكم لن تدوم كثيرا، وإنما الدوام لله وحده لا شريك له.