نرمين الحوطي
«الشاعر والملك» من أجمل ما بعث لي من رسائل إلكترونية هذا العام، ويرجع جمال هذه الرسالة التي انقلها لكم اليوم لأسباب كثيرة، منها أنها تثبت أن القرآن الكريم بالفعل هو مرجع لأي شيء يريده أي مسلم، والسبب الآخر في جمالها أنها توضح لنا كيف يستطيع الإنسان استخدام ذكائه إذا أراد، ولكيلا أطيل عليكم وأجعلكم تتمتعون بها، وحتى لا أفرض عليكم استنتاجاتي سأقوم بسرد القصة لكم وأنتم تحكمون كما تشاءون.
يحكى أن رجلا ذهب إلى الملك في مدينة ما في بلد ما، وانشد الرجل أمام الملك شعرا في مدحه، فأعجب الملك بشعره، وإذ به يقول للرجل: اطلب ما تشاء، قال الرجل: هل تعطيني ما أشاء، فرد الملك: أجل.
قال: أريد أن تعطيني دنانير بمقدار الرقم الذي أذكره في الآيات القرآنية.
قال الملك: لـك ذلـك. فقال الشاعر: قـال الله تعالى: (إلهكم إله واحد)، فأعطاه دينارا. ثــم تــلا: (ثاني اثنين إذ هما في الغار). فــأعطاه دينارين، قــال:(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) فأعطاه ثــلاثة دنانير، وتــلا:(فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك)، فأعطاه أربعة دنانير. ثــم تــلا: (ولا خمسة إلا هو سادسهم)، فأعطاه خمسة دنانير وستة دنانير أخرى. قال: (الله الذي خلق سبع سموات)، فأعطاه سبعة. وتــلا الرجل: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية)، فأعطاه ثمانية. ثــم تــلا (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض)، فأعطاه تسعة. قال: (تلك عشرة كاملة)، فأعطاه عشرة دنانير. قال: (إني رأيت أحد عشر كوكبا)، فأعطاه أحد عشر دينارا. ثم قرأ الرجل قوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله)، فأعطاه اثني عشر دينارا. ثم قال الملك: أعطوه ضعف ما جمع واجعلوه يخرج، فقال الشاعر: لماذا يا مولاي؟ قال الملك: أخاف أن تقول: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون).
وهنا تنتهي قصتنا ولكن يبقى كلام الله في ذاكرتنا وقلوبنا، فكلمات القرآن الكريم دائما هي الأكثر عذوبة وهي المرجع لكل من أراد الفائدة، فجميل أن نحفظ آياته أو بعضا منها على الأقل، فعندما نقول (بسم الله الرحمن الرحيم) تنزل في قلوبنا الرحمة والسكينة، فلتكن رسالتي هذه دعوة لكم في بداية عامنا الجديد هذا بأن نرجع إلى كتاب الله عز وجل في أمور دنيانا وديننا، وكل عام وأنتم بخير.