نرمين الحوطي
قد يستغرب البعض من العنوان، وقد يسأل البعض ما وجه الاقتران بين المهمات والمهملات؟ بداية حديثنا لا يوجد أي وجه تقارب إلا شيء واحد وهو ما يحدث في دوائرنا الحكومية، وأنا هنا سأخص دائرة ـ عفوا ـ وزارة التعليم العالي، حيث نجد مع الأسف الشديد أن «المهمات والمهملات» قانون سائد في هذه الوزارة، قد يسأل البعض «اشلون؟»، أنا سأقول لكم الإجابة التي تتضح في أن بعض الجامعات والكليات في دولتنا تختصر مهماتها العلمية علي الكراسي والمناصب وحب «الخشوم» حالها في ذلك كحال الوزارات الأخرى، وهذه ليست أضحوكة بل هي الحقيقة المرة كما تثبتها المستندات، لأنكم تعتقدون أن هذه الصروح العلمية تعمل بقانون العدالة العلمية وبالنظام الأكاديمي ولا تفرق بين هذا وذاك «يعني ما في واسطة ولا حب خشوم»، وأنا أقول لكم للأسف هذا الاعتقاد خاطئ.
قد يظن البعض أن المهمات في الجامعات والكليات تسير وفق نظم وقوانين طبقا لقانون الجامعات والكليات والمعاهد، لكن سأسرد لكم بعض النماذج والمستندات التي تحت يدينا والتي تؤكد كلماتي، فعلى سبيل المثال لا للحصر تأتي الدعوة من جامعة ما من دولة ما لتخصص ما لقسم العلاقات الثقافية في وزارة التعليم العالي عن طريق وزارة الخارجية، وإذ بالقسم يبعث للجامعة أو للكلية أو للمعهد المختص في ذلك، فيتسلمها العميد ومن ثم على الفور يضع اسمه دون أن يقرأ محتوى الدعوة ليعرف التخصص المراد، ويختار عنصرا آخر ليس وفق التخصص ولكن وفق من يحبه ومن يكون المرضي عليه، المهم يكتب القرار بأسماء لا تمت للدعوة والاختصاص بصلة، لكن حسب المثل القائل «ان حبتك عيني...» ، الغريب في ذلك أن بعض العمداء تكون علاقتهم طيبة مع الكراسي ذات الكعب العالي فيقومون بتوقيع المهمة دون الرجوع إلى تفاصيل المهمة أو السؤال هل هذه الأسماء تتفق مع شروط الدعوة أم لا؟ ويأتي ديوان المحاسبة بعد ذلك ويقوم بعمل المخالفة لهذه المهمة ولكن للأسف بعد أن يكون «ربعنا سافروا واستانسوا بهالجم بيزة»، وهنا ما علينا إلا أن نتذكر ما قاله أهل الديرة قديما «إذا فات الفوت ما ينفع الصوت».
أما النموذج الآخر فهو أغرب بل ويعد صيحة جديدة في وزارتنا الموقرة وهو إقامة دورات باسم الكويت لأحد المعاهد التي تنحدر تحت مظلة «التعليم العالي» بالتعاون مع أحد المراكز الثقافية لدولة خليجية، وإقامة هذه الدورات خارج الكويت، ولا أحد من وزارتنا يعلم عن هذه الدورات أي شيء، «مو قلت لكم الطاسة مقلوبة» الغريب والمضحك في هذه القصة أن هذا الصرح الأكاديمي سيصدر شهادات موقعة باسمه، «ما شاء الله صار أهو التعليم والخارجية» بس المثل يقول «يا فرعون اش فرعنك»، الأجمل من ذلك أن اختيار الأساتذة الذين يقدمون المحاضرات في تلك الدورات يتم على قاعدة «شيلني واشيلك».
الله يرحمك يا أستاذنا ومعلمنا أحمد الربعي.
المشكلة يا سادة يا كرام أن هذه المهمات التي بالفعل تهملها وزارة التعليم العالي ولا يوجد رقيب عليها للأسف الشديد، هي عنصر مهم لكل دكتور يعمل في هذه الوزارة، لأنه عندما يشارك في هذه المهمات ويقدم بحثا أو محاضرة تحسب له عند الترقية، ليس مثل الموظفين الآخرين، إذن الدكتور المغضوب عليه لابد أن يتنازل عن كرامته لينال الرضا السامي ويتم اختياره في هذه المهمات أو ينتظر مصيبة لمسؤوله كي يرحل وكما قال أهل مصر «اصبر على جارك السو ليرحل لتجيله مصيبة تاخده».