نرمين الحوطي
أصبحت جملة «ينحل أو ما ينحل» تتوارد كثيرا في المجتمع في هذه الفترة، بل أصبحت تلاحق المواطن والمقيم أيضا في كل ركن من الدولة، فعندما تراجع أي وزارة من وزارات الدولة أو الهيئات حتى البنوك والشركات الخاصة تجد موظفيها ما عندهم إلا جملة واحدة هي «بيحلونه ولا ما يحلونه»، فجعلت المواطن ينسى مشاكله والتفكير في مستقبله وهمومه بل حتى ديونه نسيها أيضا، كما أن هذا الموضوع حديث الساعة أيضا وقت التسلية للمواطنين سواء للنسوة من خلال التجمعات النسائية (شاي الضحى) أو الرجال من خلال الدواوين «يعني حتى وقت النسيان والابتعاد عن الهموم صار الواحد مشغولا بالحل أو اللاحل».
أصبح الحل أو اللاحل هو الأغنية الجديدة لدى المجتمع الكويتي ومن كثرة سماعنا لها أصبحنا ندندنها على مدار 24 ساعة، جعلتنا ننسى ما نحمله من هموم بل جعلت الحكومة أيضا تنشغل باستجوابات لا نعلم ما أسبابها؟ استجواباتكم جعلتنا شعبا وحكومة نقف ضد الزمن وعامل الوقت بل ونبتعد عن التفكير لمستقبل الدولة وتنفيذ الخطط والمشاريع المستقبلية لبناء الكويت وخدمة شعبها «صارت بس شغلتنا نسمع فضايح وصراخ عبر بعض القنوات الفضائية».
وهنا أستغرب من بعض النواب كأنهم لا ينتمون للكويت لا تتعجب عزيزي القارئ لما أكتبه لأن البعض منهم بالفعل يتصرف وكأنه لا يعلم ما يدور في البلد ولا يشعر باحتياجات المواطنين، فالانتماء ليس فقط بالجنسية انما الانتماء بالمشاعر الوطنية والإحساس بذلك، قد يسأل البعض كيف؟ الإجابة واضحة يوجد الكثير من المشاكل بل المصائب التي تريد وقفة من نوابنا والذين قمنا بترشيحهم لإعلاء أصواتنا وخدمتنا أمام السلطة التنفيذية.
ولكن ما نشاهده ونسمعه لا يمت لما ذكرناه من حقوق لدينا عليهم، بكوني امرأة أقول للبعض أين هم من مشاكل العوانس؟ عذرا لهذا المصطلح ولكن للضرورة أحكام، أين هم من المطلقات؟ وأخص منهن من تزوجن من أجانب، أليس للمرأة نصيب في وقتهم لإيجاد حلول لمشاكلها ووضع قوانين جديدة تواكب الظروف المتغيرة للمرأة لحماية حقوقها؟ ألم تصبح المرأة تمتلك حظ الأسد في التصويت لكم يا نواب الأمة؟ أين أنتم منا يا نواب الأمة أين أنتم من أمهات مطلقات يطالبن بالجنسية لأولادهن والقانون يكفل هذا الحق وأنتم تعلمون؟ بل المشروع معروض على مجلسكم ولكن للأسف تتركون المهم والبعض منكم يقوم بتسليط الضوء على أشياء من الممكن تحل دون استجواب أو نزاعات ولكن أذكركم بقول رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام: «رفقا بالقوارير».