نرمين الحوطي
«أرسل لها» ليست أغنية جديدة أكتب عنها من أجل التسويق لها، ولكنها جملة في بعض الأوقات للأسف تستخدم في دوائرنا الحكومية من أجل تحقير بعض الموظفين، وأنا اليوم لا أكتب لكم من نسيج الخيال بل من واقع مرير يعيشه بعض موظفي الدولة، تخيلوا قرائي الأعزاء أننا في الكويت والحمد الله وصلنا إلى احتقار الذات الإنسانية، قد يسأل البعض هل هذا معقول ونحن نعيش في دولة ديموقراطية؟ نعم يحدث وهي الحقيقة المرة التي يتغاضى عنها البعض باسم الديموقراطية، للأسف الشديد أصبحنا نعيش في زمن معنى الديموقراطية يتفهمه البعض على أنه أسلوب الإهانة والصراخ واستخدام السلطة وليس التعبير بأسلوب الرقي والتفاهم واحترام البعض للآخر، إن كلمة الديموقراطية ومعناها هي أرقى مستويات التعامل الإنساني بل هي ما أوصي به ديننا الإسلامي ورسولنا الكريم، لن أخوض في معنى الديموقراطية لأن من يريد معرفتها يمكنه أن يرجع إلى الكتب، والحمد لله أن هذه الكلمة من المواضيع التي كتبت في معانيها بحور، بل ستجدون في التاريخ أن دولا حاربت من أجل الوصول إليها.
اليوم سأقوم بسرد نموذج لتحقير الذات الإنسانية مما يندرج تحت مسمى الديموقراطية والشفافية، موظفة تحمل شهادة الدكتوراه وللأسف الشديد أن وزيرها أو وزيرتها لا يمتلكون هذه الدرجة العلمية «المهم مو هذا موضوعنا» تقوم هذه الموظفة عفوا هذه الدكتورة بكتابة التماس للوزير أو الوزيرة تتظلم فيه من الظلم الذي وقع عليها وتمر الأيام والشهور وفي يوم ما تذهب لترى إلى أين وصل موضوعها؟ فإذ بها تفاجأ بتأشيرة الوزير أو الوزيرة على كتابها الذي تنتظره من شهور «أرسل لها» فتأخذ الكتاب بيدها وتسأل نفسها أين اسمي وصفتي هل تصل إهانتي في دولتي لهذه الدرجة هل هذا جزاء عملي؟ هل هذا احترام دولتي لي ألا يذكر اسمي أو صفتي؟ إلى هذه الدرجة وصلنا من تحقير الذات، وتمشي الموظفة متجهة إلى سيارتها ولا تعلم ماذا حدث في دولتنا؟ إلى كل وزير ووزيرة في الكويت، أذكركم بالقسم الذي قمتم بقسمه أمام صاحب السمو الأمير حفظه الله: «أقسم بالله العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة وأذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله»، وفي السلام ختام، وسلامتكم.